أولاً : التخصيب والحمل
(أ) نمو البيضة والتخصيب :
لم تدرس عملية التخصيب لدى الجمال ، ومن الأرجح أنه حتى تتم هذه العملية كما هو الحال في ثدييات أخرى يجب أن يتحقق شرطان هما نضج كيس البيضة والكفاية المنوية وتفاعل الكرومو زم ولا تتوفر دراسات عن هذه العمليات لدى الجمال .
ونظراً للطبيعة التحريضية للاباضة لدى هذه الأنواع الحيوانية ، فمن الأرجح أن يتم نضج كيس البيضة خلال المرحلة التي تلي التزاوج مباشرة واطلاق هرمون الللتونية بعد فترة قصيرة من الاباضة . وتظهر جميع أكياس البويضات من الحويصلات قبل الاباضة في أوقات مختلفة بعد حقن الهرمون المنسلي المشيمي البشري أو التزاوج العقيم أنه في الوقت الذي توشك فيه الاباضة على الحدوث فإن مركب الركام الكيسي يظهر تغييرات مشابهة لتلك الموصوفة في مركب الركام الكيسي قبل الاباضة لدى أنواع حيوانية أخرى وخصوصاً توسع الخلايا الركامية .
وتحدث الاباضة عادة خلال 24 الى 48 ساعة بعد التزاوج لدى الجمال واللاما ومن الممكن أن هذا الوقت يسمح بالنضج النهائي لكيس البيضة واطلاقه بعد ذروة هرمون اللتونة الذي يبدأ بعد ساعتين من النزوان .
ولا تتوفر دراسات تفصيلية عن كفاية وتفاعل الأكروزوم في مني الجمال الا أنه بالنظر الى شكل النطف ( الحييات المنوية ) المشابهة جداً لما هي عليه في الثدييات المدجنة الاخرى.
إن الفترة المطلوبة لاكتمال كفاية المني وتفاعل الأكروزوم غير معروفة لدى الجمال ولكن حيث أن الاباضة لا تحدث لدى هذه الأنواع الحيوانية الا بعد 24 الى 48 ساعة تلي التخصيب أو التزاوج فإن بوسع المرء أن يخمن أن المني ينضج ويظل قابلاً للحياة طوال هذه الفترة على الأقل .
ويتباين موضع تفريغ المني بعد التزاوج وفقاً للدراسات
وفيما يتعلق بالجمال ذات السنام الواحد اقترح الكثير من الباحثين أن تفريغ المني يتم داخل الرحم ولكن سلسلة الفحوصات بالمنظار الليفي والتصوير بالامواج فوق الصوتية لعنق الرحم أشارت الى أن المني يودع جزئياً في المهبل الأمامي وجزئياً في قناة الرحم ونادراً ما يكون داخل الرحم مباشرة ولا يحدث قذف قوي للمني لدى الجمال وانما يقطر المني باستمرار أثناء عملية الجماع في التجويف المهبلي أولاً وبعد ذلك يتلولب الاحليل الى الحلقات في عنق الرحم ويودع المزيد من المني في قناة عنق الرحم وعنق الرحم الداخلية وبعد فترة قصيرة من القذف تنتقل خلايا المني ربما بواسطة الانقباضات الرحمية التي تكون في حدها الأقصى خلال فترة القابلية الجنسية الى الموصل الرحمي البوقي والتي تعمل بمثابة حوض منوي لدى الجمال .
وفي برنامج التكاثر تحت المراقبة المجرى على الجمال ذات السنام الواحد كان التكاثر يتم على أساس وجود حويصلات ناضجة ( 10 الى 18ملم ) وزيادة التوتر الرحمي وكان معدل التخصيب الناتج 81.4% وكانت معدلات التخصيب 82.3% و83.95% . للإباضات المفردة والمزدوجة على التوالي وحين يتم التكاثر على أساس كشف دورة الطمث يتم تحقيق أعلى معدل حمل ( 50% ) حين تلقح النوق في اليوم الأول أو الثاني من الدورة الطمثية ولكن في حده الأدنى (3ر14%) حين تلقح في اليوم الخامس من الدورة الطمثية ويتم تحقيق المعدل التراكمي للحمل ( 100% ) عندما تلقح النوق كل 24 ساعة خلال الأيام الثلاثة الأولى من الدورة الطمثية وتكون نسبته ( 5ر62% إلى 75% ) فقط حين تلقح النوق في اليوم الثالث من الدورة الطمثية أو ما بعد.
ولا يتوفر إلا قدر ضئيل من المعلومات عن تكون الجنين لدى الجمال ذات السنام الواحد .
وتحدث المراحل الأولى من تكون الجنين في أنبوب فالوب ( البوق ) لأن جمع أجنة الجمال ذات السنام الواحد واللاما من الأرحام يسفر عن الحصول على أجنة مخصبة أو في طور التخصيب فقط وتبدو عملية التخصب سريعة جداً لهذه الأنواع الحيوانية .
(ب) تثبيت وانزراع الجنين :
ينزل الجنين إلى الرحم بين اليوم السادس والسابع بعد الاباضة لدى الجمال ذات السنام الواحد وفي هذه المرحلة يفرخ الجنين أو يكون في طور التفريخ من الطبقة الشافة ويكون الجنين حديث التفريخ عادة كروي الشكل ويظهر بقعة كثيفة توافق الكتلة الخلوية الجنينية ويتمدد الجنين بسرعة ويفقد شكلة الكروي بين اليوم التاسع والعاشر من التزاوج ويبدأ في الاستطالة, وأفادت التقارير أن استطالة الجنين تحدث في الجمال ذات السنام الواحد والسنامين في اليوم الخامس عشر بعد التزاوج وتكون أبعاده 2.2x 1.8 مم وتكون الطبقة الخلوية الخارجية للأرومة الغازية ذات توزيع متساو وتتوضع خلايا الأدمة الباطنة في الأسفل ما عدا في موقع العقدة الجنينية الكثيفة ولا تكون الأخيره مبطنة مع الأدمة الباطنة وتغدو الكتلة الجنينية كثيفة وذات استطالة طفيفة وتعتبر استطالة الجنين في المراحل المبكرة لدى الجمال ميزة هامة جداً لأنها تتيح امكانية إدراك آلية الحمل لدى هذه الأنواع الحيوانية وهذا الإدراك الأمومي ظاهرة فيزيولوجية هامة جداً تتيح الاحتفاظ بالأجسام الصفراء عن طريق منع الرحم من اطلاق الفئة السداسية من الأحماض الدهنية في الجسم ( بروستغلندين PGF2a ) والتسبب بعميلة تحلل الجسم الأصفر وفي معظم الأنواع المهجنة فإن إشارة وقف اطلاق ( PGF2a ) تعطى من قبل الجنين إما عن طرق الانتقال ( الحركة ) كما هي الحال في الخيول أو عن طرق الاستطالة كما هي الحال في الحيوانات المجترة ومن الأرجح أن الآلية الثانية هي السائدة لدى الجمال حيث تتضاعف استطالة الجنين مع زوال الأجسام الصفراء وانخفاض البروجسيترون في حالة التزاوج غير الخصيب في اليوم العاشر والحادي عشر .
وبعد فترة الاستطالة يثبت محصول الحمل ويبدأ في الانغراس بشكل وثيق مع الرحم ويبدو أن تثبيت الجنين يحدث في اليوم العشرين بعد الإباضة إن وقت انغراس الجنين غير محدد بدقة لدى الجمال ومن المفترض أن محصول الحمل يظل طليقاً داخل الرحم لمدة الأيام الثلاثين الأولى من حياته بسبب عدم وجود ارتباط ثابت بين الأرومة الغازية وجدار الرحم وتتميز هذه الفترة ( 30يوماً من الحمل ) أيضاً بحدوث نسبة عالية من الوفيات الجنينية المبكرة مما يؤكد أن محصول الحمل غير مرتبط تماماً ومايزال شديد الحساسية وعلى أي حال فإنه بعد ستين يوماً تصبح المشيمة حسنة التطور وتظهر اتصالاً وعائياً وبالرحم ويحدث الارتباط التام بين المشيمة والمادة المخاطية الرحمية خلال فترة بين 60و90 يوماً من الحمل.
وقد أظهر تنظير الرحم في الجمال ذات السنام الواحد بوضوح أن عملية استطالة الجنين تبدأ قبل اليوم العشرين ويمتد محصول الرحم ليشغل التجويف في القرن الرحمي الأيسر بين 20و 25 يوماً والقرن الرحمي الأيمن بين 25و35 يوماً وقد أظهر الومض الرحمي الجنيني في مرات مختلفة بعد التزاوج أن الجنين يفقد شكله الكروي حوالي اليوم العاشر ثم ينهار ويبدأ بالاستطالة ليصل إلى طول 8 إلى 12 سم في اليوم 15 .
وهذه الاستطالة الهامة لمحصول الحمل لدى الجمال ذات السنام الواحد تسهل الاتصال الوثيق بين بطانة الرحم والأرومة وتشكل الارتباط الزغبي بين الغشاء المشيمي وظهر بطانة الرحم التي تشكل الانزراع والتمشيم النهائي ، ويحتمل أن يكون انزراع جنين الجمال ذات السنام الواحد بعد حوالي خمسين يوماً لأنه في هذه المرحلة يكون الجنين مرتبطاً بجدار الرحم البطني النصفي أو البطني الجانبي بواسطة حبل محي قصير يتحول لاحقاً ليصبح الحبل السري.
أن إحدى الخصائص الغريبة الرئيسية لتثبت الجنين والحمل لدى الجمال هي أن جميع حالات الحمل تقع في القرن الأيسر وهذا الوضع يهيمن لدى جميع الجمال بنسبة 98 إلى 100% رغم أن الأجسام الصفراء تكون متوزعة بشكل متساو على المبيضين الأيسر والأيمن ، ووصفت تقارير عن حالات الحمل الأعلى نسبة في القرن الأيمن في دراسة واحدة فقط عند الجمال ذات السنام الواحد وقد أفاد هؤلاء الباحثون بحدوث 30% إلى 60% من حالات الحمل في القرن الأيمن حتى في المراحل التي تجاوز فيها عمر الحمل 95يوماً.
لقد عزي هذا الاستعداد للحمل والتموضع في القرن الرحمي الأيسر لدى الجمال أساساً إلى الفرق في النشاط بين المبيض الأيسر والأيمن أو الفرق في الحجم بين القرنين الرحميين الأيسر والأيمن ورغم أن بعض الباحثين قد أشاروا إلى أن المبيض الأيسر يعتبر أكثر نشاطاً من الأيمن إلا أنه لوحظ بأن كلا المبيضين فعالان على نحو متساو ولذلك فإن جانب الاباضة ليس الأساس في الحمل في القرن الأيسر وبالإضافة إلى ذلك فإن نتائج تجارب الانتقال الجنيني تظهر أن الحمل يظل متواتراً على نحو متعادل سواء كان لدى المتلقي الجسم الأصفر على المبيض الأيمن أو الأيسر على الرغم من أن الأجنة المودعة في القرن الأيمن قد انتقلت إلى القرن الأيسر بعد بضعة أيام .
ومن خلال التشخيص الدوري للحمل باستخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية بعد 15 إلى 18 يوماً من التزاوج فإن جميع الحويصلات الجنينية تقريباً قد تم اكتشافها في القرن الأيسر وفي حقيقة الأمر فمن بين 1248 تشخيص حمل بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية في هذا الوقت اكتشفت حويصلات جنينية في القرن الأيمن ثلاث مرات فقط ولذلك فمن المؤكد أن هناك انتقالاً جنينياً من القرن الرحمي الأيمن إلى الأيسر حين تحدث الاباضة في المبيض الأيمن ومن الأغلب أنه حتى تتم المحافظة على الأجسام الصفراء فإن على محصول الرحم أن يرسل إشارة مباشرة إلى القرن الرحمي الأيسر ليمنع أطلاق PGF2a وباتباع هذه النظرية فمن الممكن أن حالات الحمل التي يثبت فيها الجنين في القرن الأيمن تسفر عن وفيات جنينية مبكرة بنسبة أعلى ونادراً ما يتم اكتشافها الشكل (1) .
الشكل (1) الجسم الأصفر في الحمل
إن انتقال محصول الحمل مبرر بالفرق في تأثير تحلل الجسم الأصفر القائم بين القرن الرحمي الأيسر والأيمن ويعتبر اطلاق pGF2aمن القرن الرحمي الأيمن موضعياً بينما يتم إطلاقه من القرن الرحمي الأيسر إلى مجرى الدم الرئيسي ويمكن أن يصل ويسبب تحلل الحسم الأصفر في المبيض الأيمن .
الجدول (1) عدد الأجسام الصفراء في النوق الحوامل ذات السنام الواحد وفقاً لعدد الجريبات وقت الإنسال
Tibary & Anouassi, unpublished
عدد الجريبات عند الاباضة
عدد الأجسام الصفراء عند تشخيص الحمل بعد 16 يوماً من التزاوج
عدد الأجسام الصفراءة عند تشخيص الحمل بعد 45يوماً تلي الحمل
1
2
3
4
1
2
3
4
1- ( العدد=230)
2- (العدد=42)
3- (العدد=1)
4- (العدد=11)
230
8
10
5
0
34
8
3
0
0
3
2
0
0
0
1
230
10
10
5
0
32
9
3
0
0
2
2
0
0
0
1
الجدول (2) حالات الاباضة المتعددة لدى النوق ذات السنام الواحد .
حالات وجود جسمين أصفريين
حالات ثلاثة أجسام صفراء
13,2
13,7
18,6
12,4
2,1
1,2
0
2,3
والأيسر, إن انتقال الجنين الناتج عن الإباضة في المبيض الأيمن إلى القرن الأيسر هو أمر مطلوب لمنع إطلاق PGF2a إلى دورة الدم العامة بل إن ذلك يمكن أن يحدث تحت تأثير موجه الجسم الأصفرمما يجعل بقاء الجنين أمراً ممكناً .
وما تزال الآلية الدقيقة لانتقال الجنين غير معروفة ومن المحتمل أن تكون عائدة ببساطة إلى الخصائص الطبيعية للقرن الرحمي الأيسر لأنه أكبر من القرن الأيمن ليتم استيعاب الجنين النامي على نحو أفضل وقد ذكر أيضاً أن هذا الانتقال يصبح سهلاً بسبب قصر الجسم الرحمي وصغر القرن الأيمن وتزايد عدد الطبقات المخاطية في بطانة الرحم في القرن الأيمن.
أن هذه النظرية مدعومة بحقيقة أن الاختلاف في الحجم بين القرنين الرحميين الأيمن والأيسر قائم في الحيوانات المجترة وحتى أثناء المراحل الجنينة ويتزايد هذا القرن في الحجم مع عدد حالات الحمل وتقل احتمالات تنقل الجنين لدى الجمال كما هو ملاحظ في الأفراس بسبب الانخفاض في توتر وتقلص الرحم أثناء الحمل .
(ج) التمشيم ونمو الجنين :
ينقسم تطور الوحدة الحميلية المشيمية عادة إلى ثلاث فترات : فترة البيضة والفترة الأولى للجنين (الرشيم ) والفترة الثانية ( الحميل ) .
1- فترة البيضة :
تمتد من بداية التخصيب وحتى التفريخ وتحدث جميع هذه المراحل من التطور لدى النوق في قناة فالوب .
2- فترة الجنين الرشيم :
تعرف هذه الفترة بأنها مرحلة التطور منذ نزول الرشيم إلى الرحم وحتى الإنغراس حيث ينفصل الجنين عن منطقة الشافة ويلج الرحم في اليوم 6.5 إلى 7 بعد التزاوج لدى النوق ذات السنام الواحد وذات السنامين .
وتبدأ الاستطالة وتشكل الحويصلة الحبيبية الإغتذائية بعد 14 يوماً ويتخذ محصول الرحم شكلاً أنبوبياً.
يظهر تطور الأعضاء الأولية ( وهي الغشاء الذي يحيط بالجنين وكيس المح و السقاء ) بعض الخصائص المميزة . ويطرح السلى حين يصبح للجنيين الرشيم عشر فلقات . وهذه المرحلة متأخرة عما هي عليه لدى الأبقار والخراف وليس لكيس المح انتفاخ مركزي .ويمثل تكون الأعضاء نفس المزايا التي تلاحظ في الحيوانات الأخرى ذات الحوافر .
وفي مراحل تشكل الشقوق الحويصلية والأقواس يتكون لدى الجنيين كبد صغيرة وكلوة جنينية متوسطة وتبدأ ضربات القلب في اليوم 22 من الحمل ويكتمل تمايز الأعضاء الرئيسية بين اليوم 45و60 من الحمل .
3- فترة الجنيين الحميل :
تمتد هذه الفترة منذ الانزراع حتى الولادة وتتميز بالزيادة الثابتة في حجم الرحم مما يتيح إمكانية إستعاب الجنين وأغشيته وسوائله .
الجدول (3) مدة الحمل لدى النوق .
النوع
المدة ( باليوم )
ملاحظات
النوق أحادية السنام
383 + 9
398 13 للذكور
399 و372 للإناث
389,9
355 -367
384
(370 –395 )
387,8 2,8
لا يوجد فرق هام ين النوق التي حملت أول مرة والنوق التي حملت عدة مرات
386,5 1,8
تأثير جنس العجل ضئيل
12شهر+ عدة أيام
أقصر حين تكون أحوال الرعي أفضل
330 -395
370
389,3 0,08
الأجنة الذكور ( 389,7 ) الأجنة النوق
( 388,8 ) التساوي
1(287,9), 2(391,1) 3(389,0),4 (387,9) ,5 (387,8
389,9 2,1
حملت العجول النوق مدة أطول بمقدار 1,3 يوماً من العجول الذكور
395 -420
404,3 4,8
403.4 4.1 للنسل الذكر
و405.3 5.5 للنسل الأنثى
330 –395
370 - 390
391 16.7
(327 – 440)
حمل الأجنة الذكور أطول 1.24 يوماً من الأجنة النوق
383
مدة حمل الجنين الذكر أطول من مدة حمل الجنين الأنثى
361 and 396
386 6.6
345 - 360
365
النوق ذات السنامين
402 11
(374 – 419 )
405.3 – للذكور و 400.9 للاناث
أ- نمو الرحم :
يتطور القرن الرحمي الأيسر أولاً لدى الجمال ذات السنام الواحد أثناء الحمل وفي حين يتأخر تطور القرن الأيمن ويصبح نمو الحنايا اليمنى الأكبر من الرحم هاماً حين يصل حجم الجنين بين 41و50 سم الأمر الذي يوافق حوالي مئة يوم من الحمل ويكون معظم النمو في القرن الأيسر على الحنايا الأكبر أثناء أول 35 إلى 50 يوماً من الحمل ويصبح نمو الحنايا الأصغر هاماً بعد حوالي 150 يوماً من الحمل ويبدأ محيط القرن الأيمن بالزيادة بعد شهرين من الحمل ويكون حجم القرن الأيسر مشابهاً لحجم القرن الأيمن ولكنه يصبح ضعفي حجم القرن الأيمن في الشهر الثالث ويظل الجدار الرحمي ثابتاً طوال فترة الحمل ويعود معظم وزن الرحم الحامل إلى وزن الأنسجة الرحمية نفسها حين تبدأ الأغشية الجنينية بالنمو بشكل أسرع ومعظم وزن الرحم في عمر 60 إلى 225 يوماً يرجع إلى زيادة السائل الجنيني الذي يرتفع من لترين بعد 90 يوماً إلى تسع لترات بعد 225 يوماً ويعتبر معظم السائل الجنيني
( بنسبة 80 إلى 90% ) سقائياً في كل من الجمال ذات السنام الواحد وذات السنامين.
ب- المشيمة :
تعتبر مشيمة الجمال ظهارية منتشرة مشابهة لما هي عليه لدى الأفراس ويكون الترتيب السقائي السلوي والسقائي المشيمي مشابه لما هو موجود عند البقر.
وهناك التصاق بين السقائي السلوي والسقائي المشيمي على طول السطح الظهري للقرن الرحمي الحامل ونتيجة لذلك يقيد التجويف السقائي إلى قناة عريضية تمتد على طول الجانب البطني من القرن الحامل ويغدو الكيس المشيمي الذي يحتوي على السائل المشيمي مرئياً خلال الشهر الأول من الحمل ويصبح الكيس المشيمي صغيراً جداً بالمقارنة مع التجويف السقائي مع تقدم الحمل ، وبعد ذلك يتزايد التجويف المشيمي على نحو مضطرد وفي نهاية الحمل يشغل معظم القرن الحامل ولا يرى الغشاء المشيمي أبداً في القرن غير الحامل .
ويوجد غشاء جنيني إضافي يسمى الغشاء البشروي ( نسبة إلى البشرة ) الظهاري أو الغشاء الرابع في جميع أنواع الجمال ويتكون هذا الغشاء من طبقة من الخلايا الظهارية التي تعطي الجنين بكاملة ويتصل بالموصل المخاطي للشفتين والأنف والعينين والأربطة التاجية ومن غير المعروف تماماً متى يظهر هذا الغشاء أول مرة ولكن يمكن التعرف عليه بسهولة لدى الناقة في الأشهر الثلاثة الأولى من أيام الحمل .
وبسبب وجود هذا الغشاء على الأجنة غير ما هو عليه الحال في حيوانات داجنة أخرى فإنه لا يكون أبداً على تماس مع السائل المشيمي ويعتقد أن الغشاء البشروي يقوم بدور هام كمزلق أثناء الولادة وذلك بسبب طبيعته الزلقة وكذلك لحماية المولود الجديد وقد لوحظ في الجمال ذات السنام الواحد أنه ما أن يقف الوليد الجديد على قوائمه حتى يتساقط هذا الغشاء مع الزمل الذي علق بالمولود إثر الولادة .
ويتزايد حجم وقطر الحبل السري مع تقدم الحمل ويبلغ طول الحبل السري لجنين الجمال ذات السنام الواحد عند اكتمال مدته 45 إلى 50 سم ويكون عادة ملتفاً باتجاه عقارب الساعة .
ج- التغير التشكيلي في الجنين :
حظي تطور الجنين الحميل طوال مراحل الحمل بدراسة وافية في الجمال ذات السنام الواحد وقد أدت هذه الدراسات إلى تطوير التكهن بمعادلة لمختلف مراحل الحمل على أساس القياسات المختلفة التي أخذت للجنين كما قدمت الدراسات نفسها حسابات تفصيلية للتغيرات التشكيلية لمحصول الحمل طوال فترة الحمل وهذه المعلومات هامة جداً للطبيب البيطري الممارس لتحديد مرحلة الحمل يعتمد على تشكيل الجنين في حالة الإجهاض .
ويعتبر النمو الجنيني بطيئاً جداً في جميع أنواع الجمال خلال الأشهر الستة الأولى من الحمل ولا يكتسب الأهمية إلا في الأشهر الثلاث الأخيرة حين تحدث الزيادة بنسبة 65% من الوزن الجنيني وخلال الأربعة أشهر الأخيرة ( 270 إلى 390يوماً ) يعتبر الجنين عاملاً رئيسياً في الكتلة الإجمالية للرحم الحامل ويتضاعف وزن الجنين في الجمال ذات السنام الواحد خلال 45 يوماً الأخيره من الحمل .
ويلاحظ وجود الشعر على الشفتين والحواجب والذيل بعد سبعة أشهر من الحمل ويكون الجسم مغطى بالكامل بالألياف في عمر ثمانية أشهر من الحمل .
يتحول وضع الجنين داخل الرحم من وضع الوقوف في الجهة الخلفية على نحو مهيمن مع تقدم مراحل الحمل .
وفي نهاية الحمل تكون جميع الأجنة في الجهة الأمامية من الرحم ويتوضع الجنين على الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر بتواتر متساو من بداية التطور وحتى منتصف الحمل وبعد هذه المرحلة تتوضع معظم الأجنة على الجانب الأيمن وخلال المراحل الأولى من التطور الجنيني يكون الجنين بكامله منحنياً وقوائمه ممتدة تحت جسمه ومن الشهر الثاني والنصف يتمدد الرأس ورقبة الجنين ويكون الجنين في وضع واحد تقريباً حتى منتصف الحمل ويتمدد الجسم والرقبة وينحني الرأس قليلاً وتنحني الأطراف الأمامية والخلفية تحت الجسم وخلال أواخر فترة الحمل تتمدد الأطراف الأربعة تحت رقبة الجنين الشكل (2) .
الشكل (2) تطور الضرع a : ناقة في الشهر التاسع من الحمل
B : يوم الولادة
الشكل (3) ارتخاء الأربطة العجزية مع تطور الثلمين على كل جانب في الأسبوع الذي يسبق الولادة
الشكل (4) الأورام المرتبطة مع تطور الضرع في الناقة التي تشهد أول ولادة
الشكل (5) ارتخاء الأربطة العجزية
الشكل (6) ارتخاء الأدمة والفرج قبل الولادة
ثانيا : الولادة
(أ) مدة الحمل :
يتباين طول مدة الحمل تبايناً واسعاً لدى الجمال ذات السنام الواحد (415-440 يوماً).
وقد يكون هذا بسبب ظروف الرعي و أكثر تجانساً بالنسبة إلى الجمال في العالم الجديد المحصورة في منطقة محدودة بالمقارنة مع الجمال ذات السنام الواحد الموازعة على منطقة جغرافية واسعة ومن العوامل التي يحتمل أن يكون لها تأثير على مدة الحمل السلالة وجنس الجنين والموسم والتغذية والأب والأم .
وتظهر البيانات في 352 حالة إمكانية أستمرار الحمل من 340 إلى 408 أيام ولكن 85% من حالات الحمل كانت مدتها بين 12 و 13 شهراً .
1- تأثير السلالة :
قد يكون سبب تباين مدة الحمل التي أفاده بها التقارير لدى الجمال ذات السنام الواحد على الأقل يرجع إلى اختلاف السلالات إلا أن هذا العامل لم يجد بالدراسة .
2- تأثير جنس الجنين :
تكون مدة حمل الجنين الذكر في معظم الحيوانات الأليفة أطول من مدة حمل الجنين الأنثى ولا يمكن الحصول على جواب شاف بشأن تأثير جنس الجنين على مدة الحمل في الجمال ذات السنام الواحد وقد أثبت بعض الباحثين أن مدة حمل الأنثى أطول من مدة حمل الذكور بمقدار 3ر1 يوم في حين أفاد آخرون بنقيض ذلك و لكن معظم الدراسات لا تظهر أي تأثير هام لهذا العامل وعلى مدة الحمل .
3- تأثير الموسم والتغذية :
أفاد Leese في العام 1927م أن مدة الحمل قد تكون أطول قليلاً إذا كانت ظروف الرعي جيدة كما وجد آخرون أن لشهر الولادة تأثير هام على مدة الحمل و وزن المولود ، فقد كانت مدة الحمل خلال شهر يناير أطول وكانت هذه المواليد أكثر وزناً من المواليد المولودة في باقي أشهر السنة ، وقد أفادت التقارير بتأثير موسم الولادة على مدة الحمل لدى الأنواع الحيوانية الأخرى مثل الخيول ، وقد لوحظ أن فترة الحمل تطول خلال ذروة موسم التكاثر ، ولكن هناك حاجة لمعلومات أخرى لتقييم أثر الموسم خاصة بعلاقته مع وضع التغذية أو طول مدة الحمل .
4- تأثير أب المولود :
رغم أن تقدير التوارث بالنسبة لهذا المعيار ليست عالية جداً , إلا أنه يمكن لمدة الحمل أن تخضع لتأثير والد الحيوان .
5- تأثير الانسالية :
وفقاً لدراسة سابقة فقد وجد أن حالات الحمل الأولى تستمر 20 يوماً زيادة على 12 شهراً في حين أن حالات الحمل اللاحقة تستمر خمسة أو ستة أيام فقط زيادة على شهراً وقد أظهرت الدراسات الأخرى اتجاهاً نحو فترات حمل أطول مع تزايد مرات الحمل ولكن دون فروقات إحصائية هامة , وفي إحدى الدراسات كان متوسط فترة الحمل للإناث للمرة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة 7ر388 4ر15 و 3ر392 9ر20 و 4ر389 3ر11 و 6ر393 9ر12 و 6ر397 9ر11 يوم على التوالي .
(ب) الولادة :
تعتبر الولادة قصيرة نسبياً لدى الجمل وقد وصف عدة باحثي الولادة لدى الجمال أحادية السنام , ويمكن ان تقع الولادة لدى الجمال ذات السنام الواحد في أي وقت من أوقات اليوم , ولعل هذه أن تكون ميزة تكيف لدى هذه الحيوانات لضمان ولادة المولود في أحسن وقت من اليوم بالنسبة لدرجة حرارة المحيط والحماية من الضواري .
1- التحضير للولادة :
تشمل علاقات الانذار بقرب الولادة لدى الجمال تطور الغدد الثديية وارتخاء الأربطة العجزية الحوضية وتطور وارتخاء الفرج ولايمكن التنبؤ بموعد الولادة بدقة لدى هذه الأنواع بناء على هذه العلامات .
أ- تطور الضرع :
يحدث التطور الرئيسي في الغدد الثديية لدى النوق ذات السنام الواحد خلال الشهر الأخير من الحمل ويصبح تضخم الثدي واضحاً جداً خلال الأسبوعين الأخيرين قبل الولادة وخصوصاً لدى النوق التي تشهد أول ولادة لها , ويترافق هذا التضخم أحياناً مع ورم يمتد قحفاً من الضرع , ويكتشف اللباء قبل ستة واربعة أيام من الولادة في الحيوانات ذات الولادات المتعددة أو الولادة لأول مرة على التوالي , ويشير بعض الباحثين إلى أن التشمع هو افضل العلامات على قرب الولادة لدى هذه الأنواع , إلا أنه لوحظ أن التشمع يحدث قبل دقائق من الولادة ولا يتواجد بشكل دائم .
ولكن تطور الضرع متنوع جداً ويمكن أن يكون مرائياً في فترة مبكرة قد تكون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع خصوصاً لدى النوق ذات الولادات المتعددة وفي مرحلة متاخرة قد تصل إلى خمسة أيام بعد الولادة لدى النوق ذات الولادة الأولى , وقد تبدو على بعض النوق أورمة بطيئة وانتفاخ في الحلمات وتشمع قبل أسبوع من الولادة .
ب- ارتخاء الرباط العجزي الحوضي :
يبدأ هذا الارتخاء قبل الولادة بخمسة عشر يوماً ولوحظ ثلمان ضحلان واحد على كل جانب وعلى نحو بعيد عن العجز ويلاحظان بوضوح قبل تسعة أيام من الولادة وخصوصاً حين تتحرك النوق ويظهر جس هذه المنطقة ارتخاء وأوذيما .
ج- ارتخاء الفرج :
تبدو على الفرج أوذيما بسيطة قبل الولادة بعدة أيام لدى النوق ذات السنام الواحد وخصوصاً ذات الولادة الأولى . ولكن لا يلاحظ التوسع الرئيسي إلا يوم الولادة
ويكون التجويف المهبلي عادة جافاً وخالياً من التصريف المخاطي حتى الساعات الأخيرة قبل الولادة .
2- مرحلة الولادة :
تنقسم الولادة لدى النوق إلى ثلاث مراحل في المرحلة التحضيرية ومرحلة خروج الجنين ومرحلة خروج المشيمة .
أ- المرحلة الأولى من الولادة :
تتباين مدة المرحلة الأولى من الولادة لدى النوق ذات السنام الواحد تباينان كبيراً ويمكن أن تكون قصيرة لمدة ثلاثة ساعات أو طويلة لمدة 48 ساعة ويمكن أن تتأثر كذلك بعوامل محيطة أو فردية .
وفي أحدى الدراسات استمرت المرحلة الأولى من الولادة 168+أو- 6ر51 دقيقة لدى ناقة ذات الولادة الأولى و199+أو- 2ر49 دقيقة لدى ناقة ذات ولادات متعددة وتتميز هذه المرحلة بتململ وقلق متزايدين , وتسعى النوق عادة إلى العزلة عن القطيع وقد تتوقف عن الأكل إلى أنه يمكن أن تظل الشهية المعتادة إلى ما قبل عدة ساعات من الولادة .
وتظهر النوق علامات عدم راحة وتتناوب مرات عديدة بين وضعيتي الوقوف والجلوس أو تمشي في دوائر وتتعرق بعض النوق على الرقبة وتذبل وتشتد هذه العلامات مع توسع عنق الرحم وحتى ظهور كيس الماء الأول إلا أن كيس الماء لا يكون مرئياُ لدى بعض النوق لأنه يتمزق في قناة الولادة بنسبة 16% من الحالات وفي وسط هذه المرحلة تباعد النوق مرات متعددة مابين ساقيها الخلفيتين وتنحني برقبتها ورأسها نحو الأرض ويتبع ذلك عادة اضجاع النوق على أحد جانبيها وتلويحها بقوائمها لمدة حوالي دقيقة إلى دقيقتين وحين تقف ثانية تبدأ بالمسير في حلقات مع تحريك الذيل حركة سريعة من جانب إلى آخر وعند نهاية هذه المرحلة يغدو الطلق اكثر تواتراً بمعدل ثلاثة مرات كل ست دقائق الشكل (7) .
الشكل (7) a-d : مراحل الولادة في الناقة
المرحلة الأولى
ب- المرحلة الثانية من الولادة :
تبدأ هذه المرحلة عند تمزق كيس الماء الأول ( اللفائفي المشيمي ) إلى حين الدفع الكامل للجنين وهذه المرحلة قصيرة جداً لدى النوق عموماً وتكتمل خلال خمس إلى 45 دقيقة لدى النوق ذات السنام الواحد والسنامين .
ويمكن أن يستمر دفع الجنين مدة أطول لدى النوق ذات الولادات المتعددة حتى ( 80 دقيقة ) وفي إحدى الدراسات استغرق اكتمال المرحلة الثانية من الولادة 5ر10+أو- 7ر4 دقيقة في النوق ذات الولادة الأولى و41ر8 +أو- 91ر4 دقيقة في النوق ذات السنام الواحد ذات الولاات المتعددة , وتولد جميع الأجنة تقريباً بمجيء طولاني أمامي ووضع عجزي ظهري وتكون الذقن مستندة إلى رسغ اليد بالمقارنة مع الوضع الخلفي ذي التكرار العالي (35 إلى 65% ) خلال أوئل وأواسط الحمل ثم يتزايد تكرار الوضع الأمامي إلى نسبة 51% ويصل إلى 93% حين يكتمل طول الجنين 61-70سم وأخيراً بنسبة 100% قرب موعد الولادة مما يشير إلى أن الجنين يتوجه إلى المجيء الأمامي قرب موعد الولادة .
ويعكس الكيس المشيمي السقائي عنق الرحم والمهبل شكلاً كيساً عند الفرج وفي هذه المرحلة يمكن مس رأس الجنين بسهولة في قناة الولادة وأحياناً تتمزق المشيمة قبل أن تصل إلى الفتحة الفرجية ويتقدم الجنين ببطء نحو قناة الولادة بسبب التقلصات الرحمية والبطنية المنتظمة كل دقيقتين .
ويظهر الرأس أولاً عند الفرج ويكون ذلك عادة بعد تمزق الكيس المائي ويتبعه بفترة قصيرة ظهور إحدى الساقين الأماميتين ويصبح السائل الجنيني لزجاً جداً لتسهيل الولادة ولا يتسرب منه إلا شيء قليل جداً أثناء الولادة وبعد ثلاث إلى تسع دقائق من تمزق الكيس تظهر الساق الأمامية الآخرى وتكون إحدى الساقين متقدمة على الأخرى ويصبح تمدد الفرج ظاهراً أكثر ويندفع الرأس والساقان الأماميتان إلى الخارج بتقلصات بطنية أقوى وتمتد الساقان الأماميتان إما فوق أو تحت الرأس في هذه المرحلة ثم خلال خمس إلى عشرين دقيقة من تمزق كيس الماء يظهر الرأس كاملاً وتتدلى الساقان الأماميتان حتى الركبتين وقد تقف الإنثى في هذه المرحلة ورأس ورقبة الجنين وساقاه الأماميتان بارزتان وتكون النوق بحاجة إلى تقلصات بطنية قوية لدفع الجنين إلى خارج من مستوى الكتفين والصدر ويبدو السنام خلال أربع دقائق ثم يسقط الجنين بكامله على الأرض في الوقت الذي تقف فيه الأنثى ويتمزق الحبل السري فوراً بعد الولادة إلى حوالي 15 إلى 20سم من جدار بطن الجنين ويرى الجزء الملتوي بطول 30 إلى 35 سم يتدلى من فرج الأنثى .
وفي النوق ذات السنامين يستغرق دفع الجنين 8ر26 +أو- 12 دقيقة ( 8 إلى 50دقيقة ) ويتطلب جهداً دافعاً كبيراً يصل الجنين إلى الصدر الشكل ( .
الشكل ( a-f : المرحلة الثانية من الولادة لدى الناقة
الشكل (9) a-h : الولادة في الألبكة
ج- المرحلة الثالثة من الولادة :
تتألف هذه المرحلة من الوقت بين ولادة الجنين وخروج المشيمة وهي قصيرة نسبياً لدى النوق بسبب طبيعة التمشيم لدى هذه الأنواع الحيوانية .
وتبدو المشيمة لدى نوق السنام الواحد في الفرج بعد وقت قصير من دفع الجنين في الوقت الذي يصبح فيه الكيس المائل إلى الزرقة أكبر وينتفخ بالسائل مع تقلص الرحم يتم دفع المشيمة بسرعة لفعل التقلصات الرحمية وجاذبية وزنها ويدفع الخلاص إلى الخارج كاملاً مقلوباً ( الجهة الداخلية باتجاه الخارج ) بعد حوالي 40 دقيقة من خروج الجنين ولكن هذه المرحلة تستغرق مدة تصل إلى أربع ساعات .
يعتبر فحص الغشاء الجنيني مهماً جداً لاكتشاف ما إذا كان هناك أي أجسام معدية قد تلوث الجنين ولضمان عدم احتباس جزء من المشيمة ويجب قلب المشيمة حتى يتمكن من فحص سطحها بدقة لاكتشاف أي آفات ويتراوح وزن المشيمة الطبيعية بين 5ر3 كغ إلى 9ر9كغ ( الوسطي 6ر5 كغ ) وتحتوي فقط على فتحة واحدة عرضها 30 إلى 55سم ولسطح المشيمة عادة لون أحمر قاتم وملمس مخملي بسبب وجود زغب مجهري ويمكن أن تظهر عليها بعض الأجزاء من النسيج الأجرد ولكن ليس أطراف نخرة .
وتوجد هذه الأجزاء الجرداء عادة على سطح المشيمة الطبيعية ومن الأرجح أن تكون متوافقة مع منطقة الضغط العالي والأنسجة المعرقة التي تحدث أثناء الانغماد في الرحم ويبلغ قياس الانحناء الأكبر والأصغر للمشيمية على التالي 90و127 بوصة والمحيط الأقصى 38 بوصة وخلافاً لما جاء سابقاً يوجد كتل ( Hyppomanes ) لدى النوق ذات السنام الواحد وهذا الأمر ليس دائماً ويبلغ متوسط وزن المولود و الأغشية الجنينية 42 +أو- 6ر5 و21 + أو- 6ر1 كغ وقد لوحظ وجود علاقة تبادلية بين وزن المولود ووزن الأغشية الجنينية .
وفي النوق ذات السنامين يتم دفع المشيمة بنفس النمط تقريباً مثل النوق ذات السنام الواحد ويتباين قياس الانحناء الأكبر والأصغر من 68 إلى 75 بوصة و189 إلى 148 بوصة على التوالي وقد أفادت إحدى الدراسات بعدم وجود hyppomanes ويتم اكتمال دفع الجنين لدى هذا النوع الحيواني خلال 50دقيقة بعد الولادة الشكل (10) .
الشكل (10) a-d : المرحلة الثالثة من الولادة لدى الناقة
خروج المشيمة
3- سلوك الأم والوليد :
يعتبر الارتباط بالأم هاماً جداً لضمان البقاء على قيد الحياة خصوصاً إذا تمت الولادة في العراء وتولد صغار الجمال عادة في مرحلة متقدمة جداً من النمو وتكون قادرة على المشي والرضاعة بمفردها خلال فترة تتراوح بين عدة دقائق وعدة ساعات ويضطجع الوليد الجديد على أحد جنبيه لدقائق ثم يجلس خلال 5 إلى 15 دقيقة من الولادة ثم يحاول بعدها أن يقف وأثناء وضع الجلوس يظهر الوليد حركات متتالية تشبه الرضاعة ويكون قادراً على الوقوف والرضاعة خلال ساعة واحدة من الولادة وقد تواجه بعض المواليد صعوبة في البحث عن الضرع وتمضي بعض الوقت تتلمس سوق أمهاتها .
وتتباين الفترة الفاصلة بين الولادة و الرضاعة حيث تكون أغلبية مواليد النوق ذات السنام الواحد قادره على الرضاعة بمفردها خلال ساعة إلى ساعتين وتعتبر الرضاعة المبكرة هاماً جداً لنقل المناعة العالية إلى الوليد عن طريق اللباء ويبدأ الارتباط بالأم بعد الولادة مباشرة وتمضي النوق بعض الوقت في شم مولودها وهذا هام جداً لأنه سيسمح للناقة لاحقاً بالتعرف على مولودها من رائحته المميزة ولا تلعق النوق وليدها ولا تأكل بعد الولادة كما تفعل بعض الحيوانات الأخرى الشكل (11) .
الشكل (11) a-c : المحاولة الأولى للوقوف خلال دقائق ولكنها تكون غير ناجحة
الشكل (12) سلوك لمس وشم المولود الجديد
ثالثا ً : مابعد الولادة
(أ) ارتداد الجهاز التناسلي :
1- ارتداد الفرج :
يلاحظ تلين الفرج عادة قبل أيام تسبق الولاة ولكن التمددإلى الحد الأقصى يحدث أثناء الولادة و في تهاية الولادة يكون الفرج متوذماً جداً ويظل كذلك لمدة حوالي اسبوع ويعود الفرج إلى حجمه ما قبل الولادة لدى النوق ذات السنام الواحد خلال 6 إلى 42 يوماً بعد الولادة , ويكون ارتداد الفرج أسرع في النوق في الولادة الأولى مما هو عليه لدى النوق ذات الولادات المتعددة .
ويكون التصريف المهبلي بعد الولادة وهو دم العذرى الذي يسيل من النفساء في حده الأدنى لدى النوق وتلاحظ كميات ضئيلة من سائل مائل إلى الحمرة خلال أول عدة أيام بعد الولادة وفي الحالات الطبيعية يغدو هذا التصريف اكثر كثافة واقل حدوثاً خلال أسبوع إلى أسبوعين .
2- ارتداد الرحم :
يكون الارتداد الرحمي سريعاً لدى النوق ربما بسبب الطبيعة الحقانية الدقيقة المتشعبة للتمشيم لدى هذه الأنواع الحيوانيه مما لا يسبب خسارة كبيرة في أنسجة الرحم وفي النوق ذات السنام الواحد يمكن أن يكتمل ارتداد الرحم في وقت مبكر يصل إلى عشرين يوماً فقط ويلاحظ التناقص الرئيسي في الحجم خلال أول 10إلى 15 يوماً بعد الولادة وقد ذكر بعض الباحثين أن حجم الرحم لايعود إلى المعدل الطبيعي إلا بعد 31 إلى 54 يوماً بعد الولادة وتكتمل هذه العملية بنسبة 94% من الحالات بين 30إلى 50يوماً و60% من الحالات بعد 50يوماً من الولادة .
ويحدث الارتداد بسرعة أكبر بكثير لدى النوق ذات الولادة الأولى مما يحدث لدى النوق ذات الولادات المتعددة ويظل عنق الرحم مفتوحاً خلال أول عشرين يوماً من فترة ما بعد الولادة وحتى بعد اكتمال الارتداد يزداد حجم القرن الرحمي الأيسر مع كل حمل جديد .
ويبدو أن أرتداد الرحم يحدث بشكل أسرع لدى النوق ذات السنامين حيث يرتد الرحم بالكامل ويغدو قابلاً للجس في حلول اليوم 15 بعد الولادة .
(ب) الفترة الفاصلة بين الولادة والحمل :
تتباين الفترة الفاصلة بين الحمل والولادة والقبول للذكر تبايناً كبيراً لدى النوق ذات السنام الواحد وينبغي عدم اعتبارها مقياساً للتقييم المبيضي والخصوبة بعد الولادة وقد لاحظنا تزاوجاً عرضياً في وقت مبكر بعد يومين فقط من الولادة ولايمكن توقع الحمل الطبيعي إ لا بعد ارتداد الرحم بالكامل واستعادة الوظيفة المبيضية .
إن الفترة الفاصلة من الولادة إلى ثبات هذه الظروف غير معروفة على وجه الفترة الفاصلة الدقة إلا أننا وصلنا إلى حالات حمل لدى عدة إناث في وقت مبكر يبلغ 45 يوماً بعد الولادة في حين أفاد آخرون بحدوث حمل لدى إناث تزاوجت بعد 12و 40 يوماً من الولادة ويشار إلى أن انخفاض معدل الحمل متوقع إذا حدث التزاوج قبل مضي 50 يوماً على الولادة لأن المخاط الرحمي لايكون قد عاد إلى وضعه الطبيعي قبل هذه المرحلة . وقد أظهرت الدراسات الأولية لأنسجة الرحم في فترة مابعد الولادة أن الظروف الرحمية تكون متواقفة مع فرص بقاء الجنين على قيد الحياة والحمل في وقت مبكر يبلغ 26 يوماً بعد الولادة فقط كما تم الحصول على معدل تخصيب طبيعي وجمع أجنة قابلة للحياة في إناث تزاوجت بعد ثلاثة أسابيع من تحريض الإجهاض بعد فترة 3 إلى 10 أشهر من الحمل .
وفي النوق ذات السنامين أمكن الحصول على حمل في وقت مبكر يبلغ 10 أيام فقط بعد الحصول على الولادة ولكن تم تحريض التطور الجريبي باستخدام المعالجة بـeCG ( PMSG ) .
منقول للفائدة من الموقع التالي http://www.spana-syria.org/Atlas/Camel/WebPage10/3.htm
(أ) نمو البيضة والتخصيب :
لم تدرس عملية التخصيب لدى الجمال ، ومن الأرجح أنه حتى تتم هذه العملية كما هو الحال في ثدييات أخرى يجب أن يتحقق شرطان هما نضج كيس البيضة والكفاية المنوية وتفاعل الكرومو زم ولا تتوفر دراسات عن هذه العمليات لدى الجمال .
ونظراً للطبيعة التحريضية للاباضة لدى هذه الأنواع الحيوانية ، فمن الأرجح أن يتم نضج كيس البيضة خلال المرحلة التي تلي التزاوج مباشرة واطلاق هرمون الللتونية بعد فترة قصيرة من الاباضة . وتظهر جميع أكياس البويضات من الحويصلات قبل الاباضة في أوقات مختلفة بعد حقن الهرمون المنسلي المشيمي البشري أو التزاوج العقيم أنه في الوقت الذي توشك فيه الاباضة على الحدوث فإن مركب الركام الكيسي يظهر تغييرات مشابهة لتلك الموصوفة في مركب الركام الكيسي قبل الاباضة لدى أنواع حيوانية أخرى وخصوصاً توسع الخلايا الركامية .
وتحدث الاباضة عادة خلال 24 الى 48 ساعة بعد التزاوج لدى الجمال واللاما ومن الممكن أن هذا الوقت يسمح بالنضج النهائي لكيس البيضة واطلاقه بعد ذروة هرمون اللتونة الذي يبدأ بعد ساعتين من النزوان .
ولا تتوفر دراسات تفصيلية عن كفاية وتفاعل الأكروزوم في مني الجمال الا أنه بالنظر الى شكل النطف ( الحييات المنوية ) المشابهة جداً لما هي عليه في الثدييات المدجنة الاخرى.
إن الفترة المطلوبة لاكتمال كفاية المني وتفاعل الأكروزوم غير معروفة لدى الجمال ولكن حيث أن الاباضة لا تحدث لدى هذه الأنواع الحيوانية الا بعد 24 الى 48 ساعة تلي التخصيب أو التزاوج فإن بوسع المرء أن يخمن أن المني ينضج ويظل قابلاً للحياة طوال هذه الفترة على الأقل .
ويتباين موضع تفريغ المني بعد التزاوج وفقاً للدراسات
وفيما يتعلق بالجمال ذات السنام الواحد اقترح الكثير من الباحثين أن تفريغ المني يتم داخل الرحم ولكن سلسلة الفحوصات بالمنظار الليفي والتصوير بالامواج فوق الصوتية لعنق الرحم أشارت الى أن المني يودع جزئياً في المهبل الأمامي وجزئياً في قناة الرحم ونادراً ما يكون داخل الرحم مباشرة ولا يحدث قذف قوي للمني لدى الجمال وانما يقطر المني باستمرار أثناء عملية الجماع في التجويف المهبلي أولاً وبعد ذلك يتلولب الاحليل الى الحلقات في عنق الرحم ويودع المزيد من المني في قناة عنق الرحم وعنق الرحم الداخلية وبعد فترة قصيرة من القذف تنتقل خلايا المني ربما بواسطة الانقباضات الرحمية التي تكون في حدها الأقصى خلال فترة القابلية الجنسية الى الموصل الرحمي البوقي والتي تعمل بمثابة حوض منوي لدى الجمال .
وفي برنامج التكاثر تحت المراقبة المجرى على الجمال ذات السنام الواحد كان التكاثر يتم على أساس وجود حويصلات ناضجة ( 10 الى 18ملم ) وزيادة التوتر الرحمي وكان معدل التخصيب الناتج 81.4% وكانت معدلات التخصيب 82.3% و83.95% . للإباضات المفردة والمزدوجة على التوالي وحين يتم التكاثر على أساس كشف دورة الطمث يتم تحقيق أعلى معدل حمل ( 50% ) حين تلقح النوق في اليوم الأول أو الثاني من الدورة الطمثية ولكن في حده الأدنى (3ر14%) حين تلقح في اليوم الخامس من الدورة الطمثية ويتم تحقيق المعدل التراكمي للحمل ( 100% ) عندما تلقح النوق كل 24 ساعة خلال الأيام الثلاثة الأولى من الدورة الطمثية وتكون نسبته ( 5ر62% إلى 75% ) فقط حين تلقح النوق في اليوم الثالث من الدورة الطمثية أو ما بعد.
ولا يتوفر إلا قدر ضئيل من المعلومات عن تكون الجنين لدى الجمال ذات السنام الواحد .
وتحدث المراحل الأولى من تكون الجنين في أنبوب فالوب ( البوق ) لأن جمع أجنة الجمال ذات السنام الواحد واللاما من الأرحام يسفر عن الحصول على أجنة مخصبة أو في طور التخصيب فقط وتبدو عملية التخصب سريعة جداً لهذه الأنواع الحيوانية .
(ب) تثبيت وانزراع الجنين :
ينزل الجنين إلى الرحم بين اليوم السادس والسابع بعد الاباضة لدى الجمال ذات السنام الواحد وفي هذه المرحلة يفرخ الجنين أو يكون في طور التفريخ من الطبقة الشافة ويكون الجنين حديث التفريخ عادة كروي الشكل ويظهر بقعة كثيفة توافق الكتلة الخلوية الجنينية ويتمدد الجنين بسرعة ويفقد شكلة الكروي بين اليوم التاسع والعاشر من التزاوج ويبدأ في الاستطالة, وأفادت التقارير أن استطالة الجنين تحدث في الجمال ذات السنام الواحد والسنامين في اليوم الخامس عشر بعد التزاوج وتكون أبعاده 2.2x 1.8 مم وتكون الطبقة الخلوية الخارجية للأرومة الغازية ذات توزيع متساو وتتوضع خلايا الأدمة الباطنة في الأسفل ما عدا في موقع العقدة الجنينية الكثيفة ولا تكون الأخيره مبطنة مع الأدمة الباطنة وتغدو الكتلة الجنينية كثيفة وذات استطالة طفيفة وتعتبر استطالة الجنين في المراحل المبكرة لدى الجمال ميزة هامة جداً لأنها تتيح امكانية إدراك آلية الحمل لدى هذه الأنواع الحيوانية وهذا الإدراك الأمومي ظاهرة فيزيولوجية هامة جداً تتيح الاحتفاظ بالأجسام الصفراء عن طريق منع الرحم من اطلاق الفئة السداسية من الأحماض الدهنية في الجسم ( بروستغلندين PGF2a ) والتسبب بعميلة تحلل الجسم الأصفر وفي معظم الأنواع المهجنة فإن إشارة وقف اطلاق ( PGF2a ) تعطى من قبل الجنين إما عن طرق الانتقال ( الحركة ) كما هي الحال في الخيول أو عن طرق الاستطالة كما هي الحال في الحيوانات المجترة ومن الأرجح أن الآلية الثانية هي السائدة لدى الجمال حيث تتضاعف استطالة الجنين مع زوال الأجسام الصفراء وانخفاض البروجسيترون في حالة التزاوج غير الخصيب في اليوم العاشر والحادي عشر .
وبعد فترة الاستطالة يثبت محصول الحمل ويبدأ في الانغراس بشكل وثيق مع الرحم ويبدو أن تثبيت الجنين يحدث في اليوم العشرين بعد الإباضة إن وقت انغراس الجنين غير محدد بدقة لدى الجمال ومن المفترض أن محصول الحمل يظل طليقاً داخل الرحم لمدة الأيام الثلاثين الأولى من حياته بسبب عدم وجود ارتباط ثابت بين الأرومة الغازية وجدار الرحم وتتميز هذه الفترة ( 30يوماً من الحمل ) أيضاً بحدوث نسبة عالية من الوفيات الجنينية المبكرة مما يؤكد أن محصول الحمل غير مرتبط تماماً ومايزال شديد الحساسية وعلى أي حال فإنه بعد ستين يوماً تصبح المشيمة حسنة التطور وتظهر اتصالاً وعائياً وبالرحم ويحدث الارتباط التام بين المشيمة والمادة المخاطية الرحمية خلال فترة بين 60و90 يوماً من الحمل.
وقد أظهر تنظير الرحم في الجمال ذات السنام الواحد بوضوح أن عملية استطالة الجنين تبدأ قبل اليوم العشرين ويمتد محصول الرحم ليشغل التجويف في القرن الرحمي الأيسر بين 20و 25 يوماً والقرن الرحمي الأيمن بين 25و35 يوماً وقد أظهر الومض الرحمي الجنيني في مرات مختلفة بعد التزاوج أن الجنين يفقد شكله الكروي حوالي اليوم العاشر ثم ينهار ويبدأ بالاستطالة ليصل إلى طول 8 إلى 12 سم في اليوم 15 .
وهذه الاستطالة الهامة لمحصول الحمل لدى الجمال ذات السنام الواحد تسهل الاتصال الوثيق بين بطانة الرحم والأرومة وتشكل الارتباط الزغبي بين الغشاء المشيمي وظهر بطانة الرحم التي تشكل الانزراع والتمشيم النهائي ، ويحتمل أن يكون انزراع جنين الجمال ذات السنام الواحد بعد حوالي خمسين يوماً لأنه في هذه المرحلة يكون الجنين مرتبطاً بجدار الرحم البطني النصفي أو البطني الجانبي بواسطة حبل محي قصير يتحول لاحقاً ليصبح الحبل السري.
أن إحدى الخصائص الغريبة الرئيسية لتثبت الجنين والحمل لدى الجمال هي أن جميع حالات الحمل تقع في القرن الأيسر وهذا الوضع يهيمن لدى جميع الجمال بنسبة 98 إلى 100% رغم أن الأجسام الصفراء تكون متوزعة بشكل متساو على المبيضين الأيسر والأيمن ، ووصفت تقارير عن حالات الحمل الأعلى نسبة في القرن الأيمن في دراسة واحدة فقط عند الجمال ذات السنام الواحد وقد أفاد هؤلاء الباحثون بحدوث 30% إلى 60% من حالات الحمل في القرن الأيمن حتى في المراحل التي تجاوز فيها عمر الحمل 95يوماً.
لقد عزي هذا الاستعداد للحمل والتموضع في القرن الرحمي الأيسر لدى الجمال أساساً إلى الفرق في النشاط بين المبيض الأيسر والأيمن أو الفرق في الحجم بين القرنين الرحميين الأيسر والأيمن ورغم أن بعض الباحثين قد أشاروا إلى أن المبيض الأيسر يعتبر أكثر نشاطاً من الأيمن إلا أنه لوحظ بأن كلا المبيضين فعالان على نحو متساو ولذلك فإن جانب الاباضة ليس الأساس في الحمل في القرن الأيسر وبالإضافة إلى ذلك فإن نتائج تجارب الانتقال الجنيني تظهر أن الحمل يظل متواتراً على نحو متعادل سواء كان لدى المتلقي الجسم الأصفر على المبيض الأيمن أو الأيسر على الرغم من أن الأجنة المودعة في القرن الأيمن قد انتقلت إلى القرن الأيسر بعد بضعة أيام .
ومن خلال التشخيص الدوري للحمل باستخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية بعد 15 إلى 18 يوماً من التزاوج فإن جميع الحويصلات الجنينية تقريباً قد تم اكتشافها في القرن الأيسر وفي حقيقة الأمر فمن بين 1248 تشخيص حمل بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية في هذا الوقت اكتشفت حويصلات جنينية في القرن الأيمن ثلاث مرات فقط ولذلك فمن المؤكد أن هناك انتقالاً جنينياً من القرن الرحمي الأيمن إلى الأيسر حين تحدث الاباضة في المبيض الأيمن ومن الأغلب أنه حتى تتم المحافظة على الأجسام الصفراء فإن على محصول الرحم أن يرسل إشارة مباشرة إلى القرن الرحمي الأيسر ليمنع أطلاق PGF2a وباتباع هذه النظرية فمن الممكن أن حالات الحمل التي يثبت فيها الجنين في القرن الأيمن تسفر عن وفيات جنينية مبكرة بنسبة أعلى ونادراً ما يتم اكتشافها الشكل (1) .
الشكل (1) الجسم الأصفر في الحمل
إن انتقال محصول الحمل مبرر بالفرق في تأثير تحلل الجسم الأصفر القائم بين القرن الرحمي الأيسر والأيمن ويعتبر اطلاق pGF2aمن القرن الرحمي الأيمن موضعياً بينما يتم إطلاقه من القرن الرحمي الأيسر إلى مجرى الدم الرئيسي ويمكن أن يصل ويسبب تحلل الحسم الأصفر في المبيض الأيمن .
الجدول (1) عدد الأجسام الصفراء في النوق الحوامل ذات السنام الواحد وفقاً لعدد الجريبات وقت الإنسال
Tibary & Anouassi, unpublished
عدد الجريبات عند الاباضة
عدد الأجسام الصفراء عند تشخيص الحمل بعد 16 يوماً من التزاوج
عدد الأجسام الصفراءة عند تشخيص الحمل بعد 45يوماً تلي الحمل
1
2
3
4
1
2
3
4
1- ( العدد=230)
2- (العدد=42)
3- (العدد=1)
4- (العدد=11)
230
8
10
5
0
34
8
3
0
0
3
2
0
0
0
1
230
10
10
5
0
32
9
3
0
0
2
2
0
0
0
1
الجدول (2) حالات الاباضة المتعددة لدى النوق ذات السنام الواحد .
حالات وجود جسمين أصفريين
حالات ثلاثة أجسام صفراء
13,2
13,7
18,6
12,4
2,1
1,2
0
2,3
والأيسر, إن انتقال الجنين الناتج عن الإباضة في المبيض الأيمن إلى القرن الأيسر هو أمر مطلوب لمنع إطلاق PGF2a إلى دورة الدم العامة بل إن ذلك يمكن أن يحدث تحت تأثير موجه الجسم الأصفرمما يجعل بقاء الجنين أمراً ممكناً .
وما تزال الآلية الدقيقة لانتقال الجنين غير معروفة ومن المحتمل أن تكون عائدة ببساطة إلى الخصائص الطبيعية للقرن الرحمي الأيسر لأنه أكبر من القرن الأيمن ليتم استيعاب الجنين النامي على نحو أفضل وقد ذكر أيضاً أن هذا الانتقال يصبح سهلاً بسبب قصر الجسم الرحمي وصغر القرن الأيمن وتزايد عدد الطبقات المخاطية في بطانة الرحم في القرن الأيمن.
أن هذه النظرية مدعومة بحقيقة أن الاختلاف في الحجم بين القرنين الرحميين الأيمن والأيسر قائم في الحيوانات المجترة وحتى أثناء المراحل الجنينة ويتزايد هذا القرن في الحجم مع عدد حالات الحمل وتقل احتمالات تنقل الجنين لدى الجمال كما هو ملاحظ في الأفراس بسبب الانخفاض في توتر وتقلص الرحم أثناء الحمل .
(ج) التمشيم ونمو الجنين :
ينقسم تطور الوحدة الحميلية المشيمية عادة إلى ثلاث فترات : فترة البيضة والفترة الأولى للجنين (الرشيم ) والفترة الثانية ( الحميل ) .
1- فترة البيضة :
تمتد من بداية التخصيب وحتى التفريخ وتحدث جميع هذه المراحل من التطور لدى النوق في قناة فالوب .
2- فترة الجنين الرشيم :
تعرف هذه الفترة بأنها مرحلة التطور منذ نزول الرشيم إلى الرحم وحتى الإنغراس حيث ينفصل الجنين عن منطقة الشافة ويلج الرحم في اليوم 6.5 إلى 7 بعد التزاوج لدى النوق ذات السنام الواحد وذات السنامين .
وتبدأ الاستطالة وتشكل الحويصلة الحبيبية الإغتذائية بعد 14 يوماً ويتخذ محصول الرحم شكلاً أنبوبياً.
يظهر تطور الأعضاء الأولية ( وهي الغشاء الذي يحيط بالجنين وكيس المح و السقاء ) بعض الخصائص المميزة . ويطرح السلى حين يصبح للجنيين الرشيم عشر فلقات . وهذه المرحلة متأخرة عما هي عليه لدى الأبقار والخراف وليس لكيس المح انتفاخ مركزي .ويمثل تكون الأعضاء نفس المزايا التي تلاحظ في الحيوانات الأخرى ذات الحوافر .
وفي مراحل تشكل الشقوق الحويصلية والأقواس يتكون لدى الجنيين كبد صغيرة وكلوة جنينية متوسطة وتبدأ ضربات القلب في اليوم 22 من الحمل ويكتمل تمايز الأعضاء الرئيسية بين اليوم 45و60 من الحمل .
3- فترة الجنيين الحميل :
تمتد هذه الفترة منذ الانزراع حتى الولادة وتتميز بالزيادة الثابتة في حجم الرحم مما يتيح إمكانية إستعاب الجنين وأغشيته وسوائله .
الجدول (3) مدة الحمل لدى النوق .
النوع
المدة ( باليوم )
ملاحظات
النوق أحادية السنام
383 + 9
398 13 للذكور
399 و372 للإناث
389,9
355 -367
384
(370 –395 )
387,8 2,8
لا يوجد فرق هام ين النوق التي حملت أول مرة والنوق التي حملت عدة مرات
386,5 1,8
تأثير جنس العجل ضئيل
12شهر+ عدة أيام
أقصر حين تكون أحوال الرعي أفضل
330 -395
370
389,3 0,08
الأجنة الذكور ( 389,7 ) الأجنة النوق
( 388,8 ) التساوي
1(287,9), 2(391,1) 3(389,0),4 (387,9) ,5 (387,8
389,9 2,1
حملت العجول النوق مدة أطول بمقدار 1,3 يوماً من العجول الذكور
395 -420
404,3 4,8
403.4 4.1 للنسل الذكر
و405.3 5.5 للنسل الأنثى
330 –395
370 - 390
391 16.7
(327 – 440)
حمل الأجنة الذكور أطول 1.24 يوماً من الأجنة النوق
383
مدة حمل الجنين الذكر أطول من مدة حمل الجنين الأنثى
361 and 396
386 6.6
345 - 360
365
النوق ذات السنامين
402 11
(374 – 419 )
405.3 – للذكور و 400.9 للاناث
أ- نمو الرحم :
يتطور القرن الرحمي الأيسر أولاً لدى الجمال ذات السنام الواحد أثناء الحمل وفي حين يتأخر تطور القرن الأيمن ويصبح نمو الحنايا اليمنى الأكبر من الرحم هاماً حين يصل حجم الجنين بين 41و50 سم الأمر الذي يوافق حوالي مئة يوم من الحمل ويكون معظم النمو في القرن الأيسر على الحنايا الأكبر أثناء أول 35 إلى 50 يوماً من الحمل ويصبح نمو الحنايا الأصغر هاماً بعد حوالي 150 يوماً من الحمل ويبدأ محيط القرن الأيمن بالزيادة بعد شهرين من الحمل ويكون حجم القرن الأيسر مشابهاً لحجم القرن الأيمن ولكنه يصبح ضعفي حجم القرن الأيمن في الشهر الثالث ويظل الجدار الرحمي ثابتاً طوال فترة الحمل ويعود معظم وزن الرحم الحامل إلى وزن الأنسجة الرحمية نفسها حين تبدأ الأغشية الجنينية بالنمو بشكل أسرع ومعظم وزن الرحم في عمر 60 إلى 225 يوماً يرجع إلى زيادة السائل الجنيني الذي يرتفع من لترين بعد 90 يوماً إلى تسع لترات بعد 225 يوماً ويعتبر معظم السائل الجنيني
( بنسبة 80 إلى 90% ) سقائياً في كل من الجمال ذات السنام الواحد وذات السنامين.
ب- المشيمة :
تعتبر مشيمة الجمال ظهارية منتشرة مشابهة لما هي عليه لدى الأفراس ويكون الترتيب السقائي السلوي والسقائي المشيمي مشابه لما هو موجود عند البقر.
وهناك التصاق بين السقائي السلوي والسقائي المشيمي على طول السطح الظهري للقرن الرحمي الحامل ونتيجة لذلك يقيد التجويف السقائي إلى قناة عريضية تمتد على طول الجانب البطني من القرن الحامل ويغدو الكيس المشيمي الذي يحتوي على السائل المشيمي مرئياً خلال الشهر الأول من الحمل ويصبح الكيس المشيمي صغيراً جداً بالمقارنة مع التجويف السقائي مع تقدم الحمل ، وبعد ذلك يتزايد التجويف المشيمي على نحو مضطرد وفي نهاية الحمل يشغل معظم القرن الحامل ولا يرى الغشاء المشيمي أبداً في القرن غير الحامل .
ويوجد غشاء جنيني إضافي يسمى الغشاء البشروي ( نسبة إلى البشرة ) الظهاري أو الغشاء الرابع في جميع أنواع الجمال ويتكون هذا الغشاء من طبقة من الخلايا الظهارية التي تعطي الجنين بكاملة ويتصل بالموصل المخاطي للشفتين والأنف والعينين والأربطة التاجية ومن غير المعروف تماماً متى يظهر هذا الغشاء أول مرة ولكن يمكن التعرف عليه بسهولة لدى الناقة في الأشهر الثلاثة الأولى من أيام الحمل .
وبسبب وجود هذا الغشاء على الأجنة غير ما هو عليه الحال في حيوانات داجنة أخرى فإنه لا يكون أبداً على تماس مع السائل المشيمي ويعتقد أن الغشاء البشروي يقوم بدور هام كمزلق أثناء الولادة وذلك بسبب طبيعته الزلقة وكذلك لحماية المولود الجديد وقد لوحظ في الجمال ذات السنام الواحد أنه ما أن يقف الوليد الجديد على قوائمه حتى يتساقط هذا الغشاء مع الزمل الذي علق بالمولود إثر الولادة .
ويتزايد حجم وقطر الحبل السري مع تقدم الحمل ويبلغ طول الحبل السري لجنين الجمال ذات السنام الواحد عند اكتمال مدته 45 إلى 50 سم ويكون عادة ملتفاً باتجاه عقارب الساعة .
ج- التغير التشكيلي في الجنين :
حظي تطور الجنين الحميل طوال مراحل الحمل بدراسة وافية في الجمال ذات السنام الواحد وقد أدت هذه الدراسات إلى تطوير التكهن بمعادلة لمختلف مراحل الحمل على أساس القياسات المختلفة التي أخذت للجنين كما قدمت الدراسات نفسها حسابات تفصيلية للتغيرات التشكيلية لمحصول الحمل طوال فترة الحمل وهذه المعلومات هامة جداً للطبيب البيطري الممارس لتحديد مرحلة الحمل يعتمد على تشكيل الجنين في حالة الإجهاض .
ويعتبر النمو الجنيني بطيئاً جداً في جميع أنواع الجمال خلال الأشهر الستة الأولى من الحمل ولا يكتسب الأهمية إلا في الأشهر الثلاث الأخيرة حين تحدث الزيادة بنسبة 65% من الوزن الجنيني وخلال الأربعة أشهر الأخيرة ( 270 إلى 390يوماً ) يعتبر الجنين عاملاً رئيسياً في الكتلة الإجمالية للرحم الحامل ويتضاعف وزن الجنين في الجمال ذات السنام الواحد خلال 45 يوماً الأخيره من الحمل .
ويلاحظ وجود الشعر على الشفتين والحواجب والذيل بعد سبعة أشهر من الحمل ويكون الجسم مغطى بالكامل بالألياف في عمر ثمانية أشهر من الحمل .
يتحول وضع الجنين داخل الرحم من وضع الوقوف في الجهة الخلفية على نحو مهيمن مع تقدم مراحل الحمل .
وفي نهاية الحمل تكون جميع الأجنة في الجهة الأمامية من الرحم ويتوضع الجنين على الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر بتواتر متساو من بداية التطور وحتى منتصف الحمل وبعد هذه المرحلة تتوضع معظم الأجنة على الجانب الأيمن وخلال المراحل الأولى من التطور الجنيني يكون الجنين بكامله منحنياً وقوائمه ممتدة تحت جسمه ومن الشهر الثاني والنصف يتمدد الرأس ورقبة الجنين ويكون الجنين في وضع واحد تقريباً حتى منتصف الحمل ويتمدد الجسم والرقبة وينحني الرأس قليلاً وتنحني الأطراف الأمامية والخلفية تحت الجسم وخلال أواخر فترة الحمل تتمدد الأطراف الأربعة تحت رقبة الجنين الشكل (2) .
الشكل (2) تطور الضرع a : ناقة في الشهر التاسع من الحمل
B : يوم الولادة
الشكل (3) ارتخاء الأربطة العجزية مع تطور الثلمين على كل جانب في الأسبوع الذي يسبق الولادة
الشكل (4) الأورام المرتبطة مع تطور الضرع في الناقة التي تشهد أول ولادة
الشكل (5) ارتخاء الأربطة العجزية
الشكل (6) ارتخاء الأدمة والفرج قبل الولادة
ثانيا : الولادة
(أ) مدة الحمل :
يتباين طول مدة الحمل تبايناً واسعاً لدى الجمال ذات السنام الواحد (415-440 يوماً).
وقد يكون هذا بسبب ظروف الرعي و أكثر تجانساً بالنسبة إلى الجمال في العالم الجديد المحصورة في منطقة محدودة بالمقارنة مع الجمال ذات السنام الواحد الموازعة على منطقة جغرافية واسعة ومن العوامل التي يحتمل أن يكون لها تأثير على مدة الحمل السلالة وجنس الجنين والموسم والتغذية والأب والأم .
وتظهر البيانات في 352 حالة إمكانية أستمرار الحمل من 340 إلى 408 أيام ولكن 85% من حالات الحمل كانت مدتها بين 12 و 13 شهراً .
1- تأثير السلالة :
قد يكون سبب تباين مدة الحمل التي أفاده بها التقارير لدى الجمال ذات السنام الواحد على الأقل يرجع إلى اختلاف السلالات إلا أن هذا العامل لم يجد بالدراسة .
2- تأثير جنس الجنين :
تكون مدة حمل الجنين الذكر في معظم الحيوانات الأليفة أطول من مدة حمل الجنين الأنثى ولا يمكن الحصول على جواب شاف بشأن تأثير جنس الجنين على مدة الحمل في الجمال ذات السنام الواحد وقد أثبت بعض الباحثين أن مدة حمل الأنثى أطول من مدة حمل الذكور بمقدار 3ر1 يوم في حين أفاد آخرون بنقيض ذلك و لكن معظم الدراسات لا تظهر أي تأثير هام لهذا العامل وعلى مدة الحمل .
3- تأثير الموسم والتغذية :
أفاد Leese في العام 1927م أن مدة الحمل قد تكون أطول قليلاً إذا كانت ظروف الرعي جيدة كما وجد آخرون أن لشهر الولادة تأثير هام على مدة الحمل و وزن المولود ، فقد كانت مدة الحمل خلال شهر يناير أطول وكانت هذه المواليد أكثر وزناً من المواليد المولودة في باقي أشهر السنة ، وقد أفادت التقارير بتأثير موسم الولادة على مدة الحمل لدى الأنواع الحيوانية الأخرى مثل الخيول ، وقد لوحظ أن فترة الحمل تطول خلال ذروة موسم التكاثر ، ولكن هناك حاجة لمعلومات أخرى لتقييم أثر الموسم خاصة بعلاقته مع وضع التغذية أو طول مدة الحمل .
4- تأثير أب المولود :
رغم أن تقدير التوارث بالنسبة لهذا المعيار ليست عالية جداً , إلا أنه يمكن لمدة الحمل أن تخضع لتأثير والد الحيوان .
5- تأثير الانسالية :
وفقاً لدراسة سابقة فقد وجد أن حالات الحمل الأولى تستمر 20 يوماً زيادة على 12 شهراً في حين أن حالات الحمل اللاحقة تستمر خمسة أو ستة أيام فقط زيادة على شهراً وقد أظهرت الدراسات الأخرى اتجاهاً نحو فترات حمل أطول مع تزايد مرات الحمل ولكن دون فروقات إحصائية هامة , وفي إحدى الدراسات كان متوسط فترة الحمل للإناث للمرة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة 7ر388 4ر15 و 3ر392 9ر20 و 4ر389 3ر11 و 6ر393 9ر12 و 6ر397 9ر11 يوم على التوالي .
(ب) الولادة :
تعتبر الولادة قصيرة نسبياً لدى الجمل وقد وصف عدة باحثي الولادة لدى الجمال أحادية السنام , ويمكن ان تقع الولادة لدى الجمال ذات السنام الواحد في أي وقت من أوقات اليوم , ولعل هذه أن تكون ميزة تكيف لدى هذه الحيوانات لضمان ولادة المولود في أحسن وقت من اليوم بالنسبة لدرجة حرارة المحيط والحماية من الضواري .
1- التحضير للولادة :
تشمل علاقات الانذار بقرب الولادة لدى الجمال تطور الغدد الثديية وارتخاء الأربطة العجزية الحوضية وتطور وارتخاء الفرج ولايمكن التنبؤ بموعد الولادة بدقة لدى هذه الأنواع بناء على هذه العلامات .
أ- تطور الضرع :
يحدث التطور الرئيسي في الغدد الثديية لدى النوق ذات السنام الواحد خلال الشهر الأخير من الحمل ويصبح تضخم الثدي واضحاً جداً خلال الأسبوعين الأخيرين قبل الولادة وخصوصاً لدى النوق التي تشهد أول ولادة لها , ويترافق هذا التضخم أحياناً مع ورم يمتد قحفاً من الضرع , ويكتشف اللباء قبل ستة واربعة أيام من الولادة في الحيوانات ذات الولادات المتعددة أو الولادة لأول مرة على التوالي , ويشير بعض الباحثين إلى أن التشمع هو افضل العلامات على قرب الولادة لدى هذه الأنواع , إلا أنه لوحظ أن التشمع يحدث قبل دقائق من الولادة ولا يتواجد بشكل دائم .
ولكن تطور الضرع متنوع جداً ويمكن أن يكون مرائياً في فترة مبكرة قد تكون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع خصوصاً لدى النوق ذات الولادات المتعددة وفي مرحلة متاخرة قد تصل إلى خمسة أيام بعد الولادة لدى النوق ذات الولادة الأولى , وقد تبدو على بعض النوق أورمة بطيئة وانتفاخ في الحلمات وتشمع قبل أسبوع من الولادة .
ب- ارتخاء الرباط العجزي الحوضي :
يبدأ هذا الارتخاء قبل الولادة بخمسة عشر يوماً ولوحظ ثلمان ضحلان واحد على كل جانب وعلى نحو بعيد عن العجز ويلاحظان بوضوح قبل تسعة أيام من الولادة وخصوصاً حين تتحرك النوق ويظهر جس هذه المنطقة ارتخاء وأوذيما .
ج- ارتخاء الفرج :
تبدو على الفرج أوذيما بسيطة قبل الولادة بعدة أيام لدى النوق ذات السنام الواحد وخصوصاً ذات الولادة الأولى . ولكن لا يلاحظ التوسع الرئيسي إلا يوم الولادة
ويكون التجويف المهبلي عادة جافاً وخالياً من التصريف المخاطي حتى الساعات الأخيرة قبل الولادة .
2- مرحلة الولادة :
تنقسم الولادة لدى النوق إلى ثلاث مراحل في المرحلة التحضيرية ومرحلة خروج الجنين ومرحلة خروج المشيمة .
أ- المرحلة الأولى من الولادة :
تتباين مدة المرحلة الأولى من الولادة لدى النوق ذات السنام الواحد تباينان كبيراً ويمكن أن تكون قصيرة لمدة ثلاثة ساعات أو طويلة لمدة 48 ساعة ويمكن أن تتأثر كذلك بعوامل محيطة أو فردية .
وفي أحدى الدراسات استمرت المرحلة الأولى من الولادة 168+أو- 6ر51 دقيقة لدى ناقة ذات الولادة الأولى و199+أو- 2ر49 دقيقة لدى ناقة ذات ولادات متعددة وتتميز هذه المرحلة بتململ وقلق متزايدين , وتسعى النوق عادة إلى العزلة عن القطيع وقد تتوقف عن الأكل إلى أنه يمكن أن تظل الشهية المعتادة إلى ما قبل عدة ساعات من الولادة .
وتظهر النوق علامات عدم راحة وتتناوب مرات عديدة بين وضعيتي الوقوف والجلوس أو تمشي في دوائر وتتعرق بعض النوق على الرقبة وتذبل وتشتد هذه العلامات مع توسع عنق الرحم وحتى ظهور كيس الماء الأول إلا أن كيس الماء لا يكون مرئياُ لدى بعض النوق لأنه يتمزق في قناة الولادة بنسبة 16% من الحالات وفي وسط هذه المرحلة تباعد النوق مرات متعددة مابين ساقيها الخلفيتين وتنحني برقبتها ورأسها نحو الأرض ويتبع ذلك عادة اضجاع النوق على أحد جانبيها وتلويحها بقوائمها لمدة حوالي دقيقة إلى دقيقتين وحين تقف ثانية تبدأ بالمسير في حلقات مع تحريك الذيل حركة سريعة من جانب إلى آخر وعند نهاية هذه المرحلة يغدو الطلق اكثر تواتراً بمعدل ثلاثة مرات كل ست دقائق الشكل (7) .
الشكل (7) a-d : مراحل الولادة في الناقة
المرحلة الأولى
ب- المرحلة الثانية من الولادة :
تبدأ هذه المرحلة عند تمزق كيس الماء الأول ( اللفائفي المشيمي ) إلى حين الدفع الكامل للجنين وهذه المرحلة قصيرة جداً لدى النوق عموماً وتكتمل خلال خمس إلى 45 دقيقة لدى النوق ذات السنام الواحد والسنامين .
ويمكن أن يستمر دفع الجنين مدة أطول لدى النوق ذات الولادات المتعددة حتى ( 80 دقيقة ) وفي إحدى الدراسات استغرق اكتمال المرحلة الثانية من الولادة 5ر10+أو- 7ر4 دقيقة في النوق ذات الولادة الأولى و41ر8 +أو- 91ر4 دقيقة في النوق ذات السنام الواحد ذات الولاات المتعددة , وتولد جميع الأجنة تقريباً بمجيء طولاني أمامي ووضع عجزي ظهري وتكون الذقن مستندة إلى رسغ اليد بالمقارنة مع الوضع الخلفي ذي التكرار العالي (35 إلى 65% ) خلال أوئل وأواسط الحمل ثم يتزايد تكرار الوضع الأمامي إلى نسبة 51% ويصل إلى 93% حين يكتمل طول الجنين 61-70سم وأخيراً بنسبة 100% قرب موعد الولادة مما يشير إلى أن الجنين يتوجه إلى المجيء الأمامي قرب موعد الولادة .
ويعكس الكيس المشيمي السقائي عنق الرحم والمهبل شكلاً كيساً عند الفرج وفي هذه المرحلة يمكن مس رأس الجنين بسهولة في قناة الولادة وأحياناً تتمزق المشيمة قبل أن تصل إلى الفتحة الفرجية ويتقدم الجنين ببطء نحو قناة الولادة بسبب التقلصات الرحمية والبطنية المنتظمة كل دقيقتين .
ويظهر الرأس أولاً عند الفرج ويكون ذلك عادة بعد تمزق الكيس المائي ويتبعه بفترة قصيرة ظهور إحدى الساقين الأماميتين ويصبح السائل الجنيني لزجاً جداً لتسهيل الولادة ولا يتسرب منه إلا شيء قليل جداً أثناء الولادة وبعد ثلاث إلى تسع دقائق من تمزق الكيس تظهر الساق الأمامية الآخرى وتكون إحدى الساقين متقدمة على الأخرى ويصبح تمدد الفرج ظاهراً أكثر ويندفع الرأس والساقان الأماميتان إلى الخارج بتقلصات بطنية أقوى وتمتد الساقان الأماميتان إما فوق أو تحت الرأس في هذه المرحلة ثم خلال خمس إلى عشرين دقيقة من تمزق كيس الماء يظهر الرأس كاملاً وتتدلى الساقان الأماميتان حتى الركبتين وقد تقف الإنثى في هذه المرحلة ورأس ورقبة الجنين وساقاه الأماميتان بارزتان وتكون النوق بحاجة إلى تقلصات بطنية قوية لدفع الجنين إلى خارج من مستوى الكتفين والصدر ويبدو السنام خلال أربع دقائق ثم يسقط الجنين بكامله على الأرض في الوقت الذي تقف فيه الأنثى ويتمزق الحبل السري فوراً بعد الولادة إلى حوالي 15 إلى 20سم من جدار بطن الجنين ويرى الجزء الملتوي بطول 30 إلى 35 سم يتدلى من فرج الأنثى .
وفي النوق ذات السنامين يستغرق دفع الجنين 8ر26 +أو- 12 دقيقة ( 8 إلى 50دقيقة ) ويتطلب جهداً دافعاً كبيراً يصل الجنين إلى الصدر الشكل ( .
الشكل ( a-f : المرحلة الثانية من الولادة لدى الناقة
الشكل (9) a-h : الولادة في الألبكة
ج- المرحلة الثالثة من الولادة :
تتألف هذه المرحلة من الوقت بين ولادة الجنين وخروج المشيمة وهي قصيرة نسبياً لدى النوق بسبب طبيعة التمشيم لدى هذه الأنواع الحيوانية .
وتبدو المشيمة لدى نوق السنام الواحد في الفرج بعد وقت قصير من دفع الجنين في الوقت الذي يصبح فيه الكيس المائل إلى الزرقة أكبر وينتفخ بالسائل مع تقلص الرحم يتم دفع المشيمة بسرعة لفعل التقلصات الرحمية وجاذبية وزنها ويدفع الخلاص إلى الخارج كاملاً مقلوباً ( الجهة الداخلية باتجاه الخارج ) بعد حوالي 40 دقيقة من خروج الجنين ولكن هذه المرحلة تستغرق مدة تصل إلى أربع ساعات .
يعتبر فحص الغشاء الجنيني مهماً جداً لاكتشاف ما إذا كان هناك أي أجسام معدية قد تلوث الجنين ولضمان عدم احتباس جزء من المشيمة ويجب قلب المشيمة حتى يتمكن من فحص سطحها بدقة لاكتشاف أي آفات ويتراوح وزن المشيمة الطبيعية بين 5ر3 كغ إلى 9ر9كغ ( الوسطي 6ر5 كغ ) وتحتوي فقط على فتحة واحدة عرضها 30 إلى 55سم ولسطح المشيمة عادة لون أحمر قاتم وملمس مخملي بسبب وجود زغب مجهري ويمكن أن تظهر عليها بعض الأجزاء من النسيج الأجرد ولكن ليس أطراف نخرة .
وتوجد هذه الأجزاء الجرداء عادة على سطح المشيمة الطبيعية ومن الأرجح أن تكون متوافقة مع منطقة الضغط العالي والأنسجة المعرقة التي تحدث أثناء الانغماد في الرحم ويبلغ قياس الانحناء الأكبر والأصغر للمشيمية على التالي 90و127 بوصة والمحيط الأقصى 38 بوصة وخلافاً لما جاء سابقاً يوجد كتل ( Hyppomanes ) لدى النوق ذات السنام الواحد وهذا الأمر ليس دائماً ويبلغ متوسط وزن المولود و الأغشية الجنينية 42 +أو- 6ر5 و21 + أو- 6ر1 كغ وقد لوحظ وجود علاقة تبادلية بين وزن المولود ووزن الأغشية الجنينية .
وفي النوق ذات السنامين يتم دفع المشيمة بنفس النمط تقريباً مثل النوق ذات السنام الواحد ويتباين قياس الانحناء الأكبر والأصغر من 68 إلى 75 بوصة و189 إلى 148 بوصة على التوالي وقد أفادت إحدى الدراسات بعدم وجود hyppomanes ويتم اكتمال دفع الجنين لدى هذا النوع الحيواني خلال 50دقيقة بعد الولادة الشكل (10) .
الشكل (10) a-d : المرحلة الثالثة من الولادة لدى الناقة
خروج المشيمة
3- سلوك الأم والوليد :
يعتبر الارتباط بالأم هاماً جداً لضمان البقاء على قيد الحياة خصوصاً إذا تمت الولادة في العراء وتولد صغار الجمال عادة في مرحلة متقدمة جداً من النمو وتكون قادرة على المشي والرضاعة بمفردها خلال فترة تتراوح بين عدة دقائق وعدة ساعات ويضطجع الوليد الجديد على أحد جنبيه لدقائق ثم يجلس خلال 5 إلى 15 دقيقة من الولادة ثم يحاول بعدها أن يقف وأثناء وضع الجلوس يظهر الوليد حركات متتالية تشبه الرضاعة ويكون قادراً على الوقوف والرضاعة خلال ساعة واحدة من الولادة وقد تواجه بعض المواليد صعوبة في البحث عن الضرع وتمضي بعض الوقت تتلمس سوق أمهاتها .
وتتباين الفترة الفاصلة بين الولادة و الرضاعة حيث تكون أغلبية مواليد النوق ذات السنام الواحد قادره على الرضاعة بمفردها خلال ساعة إلى ساعتين وتعتبر الرضاعة المبكرة هاماً جداً لنقل المناعة العالية إلى الوليد عن طريق اللباء ويبدأ الارتباط بالأم بعد الولادة مباشرة وتمضي النوق بعض الوقت في شم مولودها وهذا هام جداً لأنه سيسمح للناقة لاحقاً بالتعرف على مولودها من رائحته المميزة ولا تلعق النوق وليدها ولا تأكل بعد الولادة كما تفعل بعض الحيوانات الأخرى الشكل (11) .
الشكل (11) a-c : المحاولة الأولى للوقوف خلال دقائق ولكنها تكون غير ناجحة
الشكل (12) سلوك لمس وشم المولود الجديد
ثالثا ً : مابعد الولادة
(أ) ارتداد الجهاز التناسلي :
1- ارتداد الفرج :
يلاحظ تلين الفرج عادة قبل أيام تسبق الولاة ولكن التمددإلى الحد الأقصى يحدث أثناء الولادة و في تهاية الولادة يكون الفرج متوذماً جداً ويظل كذلك لمدة حوالي اسبوع ويعود الفرج إلى حجمه ما قبل الولادة لدى النوق ذات السنام الواحد خلال 6 إلى 42 يوماً بعد الولادة , ويكون ارتداد الفرج أسرع في النوق في الولادة الأولى مما هو عليه لدى النوق ذات الولادات المتعددة .
ويكون التصريف المهبلي بعد الولادة وهو دم العذرى الذي يسيل من النفساء في حده الأدنى لدى النوق وتلاحظ كميات ضئيلة من سائل مائل إلى الحمرة خلال أول عدة أيام بعد الولادة وفي الحالات الطبيعية يغدو هذا التصريف اكثر كثافة واقل حدوثاً خلال أسبوع إلى أسبوعين .
2- ارتداد الرحم :
يكون الارتداد الرحمي سريعاً لدى النوق ربما بسبب الطبيعة الحقانية الدقيقة المتشعبة للتمشيم لدى هذه الأنواع الحيوانيه مما لا يسبب خسارة كبيرة في أنسجة الرحم وفي النوق ذات السنام الواحد يمكن أن يكتمل ارتداد الرحم في وقت مبكر يصل إلى عشرين يوماً فقط ويلاحظ التناقص الرئيسي في الحجم خلال أول 10إلى 15 يوماً بعد الولادة وقد ذكر بعض الباحثين أن حجم الرحم لايعود إلى المعدل الطبيعي إلا بعد 31 إلى 54 يوماً بعد الولادة وتكتمل هذه العملية بنسبة 94% من الحالات بين 30إلى 50يوماً و60% من الحالات بعد 50يوماً من الولادة .
ويحدث الارتداد بسرعة أكبر بكثير لدى النوق ذات الولادة الأولى مما يحدث لدى النوق ذات الولادات المتعددة ويظل عنق الرحم مفتوحاً خلال أول عشرين يوماً من فترة ما بعد الولادة وحتى بعد اكتمال الارتداد يزداد حجم القرن الرحمي الأيسر مع كل حمل جديد .
ويبدو أن أرتداد الرحم يحدث بشكل أسرع لدى النوق ذات السنامين حيث يرتد الرحم بالكامل ويغدو قابلاً للجس في حلول اليوم 15 بعد الولادة .
(ب) الفترة الفاصلة بين الولادة والحمل :
تتباين الفترة الفاصلة بين الحمل والولادة والقبول للذكر تبايناً كبيراً لدى النوق ذات السنام الواحد وينبغي عدم اعتبارها مقياساً للتقييم المبيضي والخصوبة بعد الولادة وقد لاحظنا تزاوجاً عرضياً في وقت مبكر بعد يومين فقط من الولادة ولايمكن توقع الحمل الطبيعي إ لا بعد ارتداد الرحم بالكامل واستعادة الوظيفة المبيضية .
إن الفترة الفاصلة من الولادة إلى ثبات هذه الظروف غير معروفة على وجه الفترة الفاصلة الدقة إلا أننا وصلنا إلى حالات حمل لدى عدة إناث في وقت مبكر يبلغ 45 يوماً بعد الولادة في حين أفاد آخرون بحدوث حمل لدى إناث تزاوجت بعد 12و 40 يوماً من الولادة ويشار إلى أن انخفاض معدل الحمل متوقع إذا حدث التزاوج قبل مضي 50 يوماً على الولادة لأن المخاط الرحمي لايكون قد عاد إلى وضعه الطبيعي قبل هذه المرحلة . وقد أظهرت الدراسات الأولية لأنسجة الرحم في فترة مابعد الولادة أن الظروف الرحمية تكون متواقفة مع فرص بقاء الجنين على قيد الحياة والحمل في وقت مبكر يبلغ 26 يوماً بعد الولادة فقط كما تم الحصول على معدل تخصيب طبيعي وجمع أجنة قابلة للحياة في إناث تزاوجت بعد ثلاثة أسابيع من تحريض الإجهاض بعد فترة 3 إلى 10 أشهر من الحمل .
وفي النوق ذات السنامين أمكن الحصول على حمل في وقت مبكر يبلغ 10 أيام فقط بعد الحصول على الولادة ولكن تم تحريض التطور الجريبي باستخدام المعالجة بـeCG ( PMSG ) .
منقول للفائدة من الموقع التالي http://www.spana-syria.org/Atlas/Camel/WebPage10/3.htm