تخمة الكرش
ACUTE IMPACTION OF THE RUMEN
ACUTE DELATATION OF THE RUMEN
ACUTE EARBOHYDRATE ENGORGEMENT OF RUMINANTS
المرادفات : تمدد الكرش الحاد - عسر الهضم الحاد - فرط تحمل الكرش
RUMEN ACIDOSIS - RUMEN OVER LOUD
التعريف :
تخمة الكرش : وهي الحالة التي يحدث فيها امتلاء للكرش بالمواد الغذائية الغنية بالمواد النشوية (كربوهيدرات) سهلة التخمر أو بالأعلاف الجافة والحبوب المطحونة أو غير المطحونة (قمح - شعير - خبز - برغل …) وتمدد جدرانه مما يؤدي في البداية إلى زيادة نشاط حركاته ثم لا يلبث هذا النشاط أن يتحول بعد فترة إلى جمود أو شلل وخاصة إذا كانت هذه الأعلاف فاسدة أو رديئة , يرافق ذلك اضطراب في عمليات التخمر والاستقلاب وحدوث حالة حادة حماض في الكرش نتيجة لزيادة حمض اللبن في كيموس الكرش وحدوث حالة تسمم الدم وتجفاف .
الأسباب :
تقسم الأسباب إلى مجموعتين :
1 - الأسباب المباشرة :
آ - التهام الحيوان لكميات كبيرة من الحبوب المطحونة أو غير المطحونة كالقمح أو الشعير أو البرغل أو الخبز وغيره بدون ضبط وبشكل سريع ومفاجئ وإن 60 - 80 غ /كغ من وزن البقرة الحي و20غ/كغ من وزن النعجة أو الماعز الحي بعد ومع هذا فإنه من الصعب تحديد كمية الحبوب التي تسبب المرض .
ب - تقديم الأعلاف الجافة والفقيرة بالعناصر الغذائية الضرورية وهي عادة تكون صعية الهضم وخاصة إذا كانت ذات صفات رديئة لأن الحيوان يبقى مضطرباً في مثل هذه الحالة لتناول أكبر كمية ممكنة من أجل تأمين حاجته من العناصر الضرورية .
ج - تقديم الأغذية المركزة والحبوب بكميات كبيرة لحيوانات لم تكن معتادة على ذلك من قبل بغية الإسراع في التسمين (10 كغ حبوب عند الأبقار التسمين , 15 - 20 كغ عند الأبقار الضعيفة ) .
ء - إطلاق الحيوان في حقول مزروعة بالذرة الصفراء التي مازالت في الإطرار الاولى من بلوغها وخاصة في فصل الجفاف وهذا النوع من الغذاء يكون ساماً بسبب احتوائه على نسبة عالية من الهيدروسينانيز بالإضافة إلى احتوائه على كميات كبيرة من الألياف عسرة الهضم .
ه - تقديم كميات كبيرة من الأغذية الفاسدة أو التي أصابتها بعض الفطور أو الخمائر التي تعرضت للصقيع مثل ورق الشمندر وقصب الذرة والأغذية الفاسدة وفضلات المطابخ ومخلفات الصناعات الغذائية - الخبز الجاف أو المبلل ولا سيما إذا كان متعفناً .
الأسباب المهيئة :
آ- تتمتع الأبقار بخاصية فيزيولوجية وهي التهام الأغذية وبلعها بشراهة وبسرعة دون مضغ وخاصة المفضلة لديها وهذا ما يكثر حدوثه في الحظائر والإسطبلات عندما يقطع الحيوان مقوده ويصبح العلف أمامه بصورة حمرة .
ب - كثيراً ما يلجأ المربون إلى إعطاء أكبر كمية ممكنة من الأعلاف وتحميل الكرش أكثر من طاقته بغية الإسراع في تسمين العجول أو زيادة إنتاج الحليب وعلى اعتبار أن الكرش غير مهيأ لمثل هذه الظروف الغذائية المفاجئة فإن المرض يحدث بسبب شلل عضلات الكرش واضطراب عمليات التخمير والتعطين وكثيراً ما تتكرر هذه الحالة قبل وزن الحيوانات المسمنة قبل المبيع بساعات قليلة .
ج - إطلاق سراح الحيوانات الجائعة من الحظيرة إلى الحقل وتركها بصورة حرة دون ضبط ولا سيما في الحقول الأخذة بالنمو ( قمح - شعير - ذرة …) والتي أصابها الندى أو الصقيع متحدث التخمة المرافقة للنفاخ الرغوي الحاد .
ء - إن للتحويل المفاجئ للحيوانات من نظام غذائي خشن إلى نظام أخر مكوناته من الحبوب وترك الحيوان يلتهم من الغذاء الجديد دون ضبط دور كبير في حدوث سوء الهضم الحاد بشكل عرضي بسبب عدم تعودها عليه وقد تبين أن الأبقار والأغنام المعتادة لا تصب بالحموضة .
الإمراضية :
عندما يتناول الحيوان كميات كبيرة دون تجديد من الحبوب المطحونة أو غير المطحونة أو الطحين أو الخبز والتي تعتبر غنية بالكربوهيدرات سهلة التخمر مه كمية قليلة جداً من الأعلاف المالئة أو الخضراء فإنه يحدث تغير نسبي بينها العناصر الغذائية في الكرش وخاصة بين الكربوهيدرات سهلة الهضم و البروتين المهضوم حيث تصبح الظروف الحياتية لميكروفلورا الكرش غير مناسبة فتتلف أعداد كبيرة منها وينخفض عدد النقاعيات ووحيدات الخلية وبكتريا مختلفة سلبية الغرام التي تعتبر مسؤولة عن تحليل السيليلوز والهيمسيليلوز في الوقت الذي يزداد فيه عدد البكتريا إيجابية الغرام وخاصة المكورات السبحية البقرية والعصيات الحليبية التي تحلل النشاء فينتج عن ذلك زيادة حادة في تركيز حمض اللبن تصل حتى 3 % وإن النظرة الحديثة لحدوث الأحماض هو زيادة التركيز المولي للبيوترات في محتويات الكرش وأنها هي المسببة لتوقف حركات الكرش حيث أنها تشكل 25 - 30 % من كمية الأحماض العضوية المتشكلة في الكرش وهذا ما يسبب انخفاضاً لدرجة ال (PH) للمحتويات حيث تصبح 4 - 4,5 أو أقل من ذلك .
وقد تم إحداث المرض تجريبياً بإعطاء الحيوان جرعات من الأحماض المعدنية أو جرعات كبيرة من الغليكوز عن طريق الفم مما يسبب ارتفاع الضغط الأوسموزي (الحلولي) للجزئيات الغذائية وحدوث تجفاف عام في العضوية بسبب سحب السوائل من الأوعية الدموية إلى محتويات الكرش فيزداد حجمها مما يؤدي إلى توتر جدران الكرش وزيادة تقلص عضلاته مع ظهور نوبات تشنجية تتمثل بآلام مفص متوسط إلا أن هذا النشاط في حركات الكرش سرعان ما تبدل بجمود وشلل بعد فترة قصيرة بسبب تنبه المستقبلات اللاقطة في الورقية بشكل منعكس عند امتلاء الكرش بالأعلاف الجافة أو الكربوهيدرات سهلة التخمر بالإضافة إلى هذه التغيرات الفيويولوجية في الهضم داخل الكرش التي من شأنها أن تثبط المركز الغذائي في التحت المهاد العصري مما يؤدي إلى قلة الشهية أو انعدامها وتوقف عمليات الاجترار وربما التجشؤ ايضاً بشكل جزئي فإن توقف المحتويات في الكرش لفترة زمنية طويلة بسبب الشلل يؤدي بالتالي إلى تطور حوادث التهابية في الغضاء المخاطي المبطن للكرش وأعراض تسمم دموي ذاتي بالهيستامين أو المركبات المشابهة له الذي يشكل 70 ميكروغرام/ل من سائل الكرش في الحالات المحيتية وهذا ما ينتهي باضطراب في الوظائف الحركية والإفرازية للأنفحة والأمعاء .
وعند محاولة إحداث المرض تجريبياً عند الأبقار تبين أن الأعراض المرضية لا تظهر ما دامت درجة الPH أعلى من أما عند انخفاضها عن هذا الحد فإن الأعراض تبدأ بالظهور وقد تميز الشكل التجريبي للمرض بعدم ظهور أعراض التهاب الصفائح الحساسة .
بعد المرض أشد خطورة عند الأغنام وأن نسبة النفوق بين الحيوانات المصابة تكون عالية بسبب التجفاف والنشاط الزائد في انتاج الهيستامين وامتصاص حمض اللبن إلى الدم وحدوث التسمم المرافق لأعراض التهاب الصفائح الحساسة زتزداد خطورة الإصابة إذا تناول الحيوان كميات كبيرة من الماء بعد تناوله الحبوب .
* ومن المضاعفات التي يمكن أن تحدث : الالتهاب الغنفريني والتنكرز لجدران الكرش أو انتشار الالتهاب الجرثومي أو الفطري إلى الكبد وإصابته بالالتهاب التقيحي وحدوث خراجات انتقالية فيه وتنتهي الحالة بالنفوق نتيجة للتسمم الدموي أو التسمم الداخلي أو التجفاف العام .
الأعراض الإكلينيكية :
تظهر الأعراض المرضية على الحيوان فوراً أو بعد عدة ساعات قليلة من تأثير العامل المسبب وتقدر وسطياً حوالي
ساعة وفقاً لطبيعة العلف وكميته المتناولة ويكون وضوح الأعراض سريعاً وخطراً عند تناول الأغذية من الحقول مباشرة (قمح - ذرة خضراء …) أو شرب الماء بكميات كبيرة في الحالات الناجمة عن تناول كميات زائدة من الحبوب والنشويات سهلة التخمر فيتأخر ظهور الأعراض لفترة تحتاجها عمليات التخمر .
تبدأ الأعراض لظهور علائم الركود والخمول على الحيوان حيث يقف منزوياً على نفسه في إحدى زوايا الحظيرة وتبدو عليه علائم الخوف والقلق , لينقطع عن تناول الأغذية ثم تتوقف عمليات الاجترار ويسمع صوت صرير الأسنان , ويتبعه علامات مغص واضحة بسبب تمدد جدران الكرش فيضرب بطنه بقوائمه الخلفية ويبدو مضطرباً مع سماع صوت أنين ويحرك ذيله باتجاهات مختلفة , وتبقى الحرارة ضمن الحدود الفيزيولوجية يزداد عدد حركات التنفس مع وهن وتعب عام وعدم الرغبة في الحركة نتيجة لزيادة درجة حموضة محتويات الكرش , النبض سريع وضعيف , وتلاحظ حركات مضغ من الفراغ مصحوبة بتجشؤ حامضي كريه الرائحة , يشاهد احتقان في الأغشية المخاطية المرئية .
* وعند فحص الكرش يكشف الجس عن ضعف حركات أو انعدامها كما يمكن أيضاً الشعور بقوام المحتويات العجيني أو الصلب وتمتد هذه الصلابة حتى القسم العلوي من الكرش وإن أثر الجس بقبضة اليد لا يزول إلا تدريجياً , الضغط على الخاصرة اليسرى يحدث ألماً , القرع على المنطقة يسمع صوتاً أصماً وقد يكون الصوت أصماً طبلياً قليلاً نتيجة لتجمع قليل من الغازات بالإضغاء يستدل على وجود خشخشة غازية دون صوت التدحرج الطبيعي الناجم عن تقلصات عضلات الكرش التي تسمع
4 - 5 حركات كل دقيقتين , أما بالنظر فيشاهد البطن وهو ممتلئ ومستدير ةالقسم السفلي فيه متهدل تحت تأثير ضغط الأغذية بينما يبدو الجزء العلوي منتفخاً ويزداد هذا الإنتفاخ تدريجياً حسب قابلية الأغذية الملتهمة للتخمر , أما في حال عدم وجود الغازات فتكون حفرة الجوع اليسرى غائرة إلى الداخل .
وفي بداية التخمة تتباطأ عمليات التبرز أو تنعدم بسبب الإمساك الذي لا يلبث أن يتحول إلى إسهال مخاطي ذي رائحة كريهة ثم يرتد الحيوان على الأرض ويصدر صوت أنين فاقداً لحالته العامة , العينان غائرتان وجامدتان عن الحركة , تبرد الأذنين ونهايات القوائم والمخطم وداخل الفم بسبب التجفاف الشديد الذي يبلغ من 4 - 6 % حتى 10 - 12 % من وزن الحيوان وتنخفض درجة الحرارة إلى مادون الطبيعة حتى 36,5 ضربات القلب 120 - 140 ضربة /د .
· ومن الأعراض الوظيفية التي يمكن مشاهدتها على الحيوان المريض : ضيق التنفس - صعوبة في السير أو مشية غير متناسقة وقد يشاهد العرج بسبب التهاب الصفائح الحساسة بسبب توضع المركباتالهستامينية في النسيج المخملي للأطلاف وإحداث الإرتشاح الثانوي نتيجة لإثبات بعض الجراثيم إليها.
· أما الدراسات الدموية فقد أظهرت ارتفاعاً في تركيز الدم أي تزداد الكريات الحمراء بسبب نقص حجم البلازما من جهة وتحرر عدد كبير من هذه الكريات المخزونة من الطحال مما يؤدي إلى حدوث تجفاف في النسج وهذه التغيرات تسبب ارتفاعاً في نسبة الهيماتوكريت بشكل ملحوظ من (27 - 33%) حتى تصبح (50 - 60%) .
الصفة التشريحية :
يظهر الكرش متمدداً وممتلئاً بكميات زائدة من الأغذية مما يسبب الضغط على الحجاب الحاجز وانبساطه إلى الأمام وكذلك فإن الورقية تكتسب قواماً قاسياً , وعند فتح الكرش تتصاعد رائحة حامضية كريهة وتظهر مخاطيته وهي محتقنة وعليها بعض النقاط النزفية أو بعض التسلحات ويشاهد على الأحشاء علامات تدل على ضيق التنفس والاختناق ويمتد الاحتقان إلى الأمعاء , أما الكبد والريئتان فيظهران وهما ممتلئان بالدم , ونتيجة للتجفاف العام فيظهر الدم بقوام سميك ولزج ولونه مائل للأسود .
سير المرض والإنذار :
يتطور المرض إكلينيكياً بشكل سريع وحاد في أكثر الحالات ولا سيما عند الأغنام وقد تبين على ضوء المشاهدات الحقلية أن الحالات التي يمكن أن تتماثل للشفاء تلقائياً خلال فترة 1 - 2 يوماً أو أكثر حتى يمكن لهذه الفترة أن تمتد حتى 6 - 8 أيام أما الحالات الثقيلة فالشفاء يبقى صعباً ومرتبطاً بنوعية وكمية الغذاء الذي التهمه الحيوان وكمية الماء التي شربها وتكون نسبة النفوق بين الحيوانات المصابة عالية إذ تبلغ 60 - 75 % تقريباً والشفاء يحدث عند تطبيق الأساليب الصحيحة سريعاً في المعالجة حيث تنخفض نسبة النفوق حتى 30 - 40 % وأثناء تطبيق المعالجة تظهر عل ىالحيوان بعض العلامات الجيدة التي تشير إلى إمكانية الحيوان بالتحول نحو الشفاء مثل التفات الحيوان نحو الأكل (الغذاء) وعودة الشهية بالتدريج , عودة نشاط حركات الكرش واستئناف عملية الاجترار , ملاحظة التجشؤ المتكرر , طرح الروث بكميات كبيرة ويكون الروث مائي القوام وغامق اللون وذا رائحة كريهة .
أما في الحالات الحادة المستعصية فينعدم طرح الروث ويبقى الكرش عجيني القوام وخامل الحركة وتبدأ علامات التجفاف العام والإنهاك والإنهيار تظهر على الحيوان فيرقد على الأرض ثم ينفق التجفاف العام والقصور القلبي أو بسبب التسمم الذاتي أو بسبب التهاب الأمعاء الحاد المترافق بالنفاخ وقد يحدث الإجهاض في بعض الحالات أو تحدث مضاعفات أخرى مثل التهاب الأظلاف أو التهاب الضريح أو تناذر التهاب الكرش والكبد الصديدي المعقد .
يحدث النفوق إثر تناول الحبوب العلفية أو الأعلاف المركزة أو الخبز بساعات قليلة ويتأخر النفوق حتى 1 - 2 يوم فيما إذا كانت الأعلاف المتناولة هي أعلاف جافة (مالئة) وقليلة القيمة الغذائية , وتبلغ نسبة النفوق في الحالات المتوسطة 50% .
التشخيص :
إن أهم ما يوصل بالقائم على فحص الحيوان إلى التشخيص الصحيح هي المعلومات المستقاة من صاحب الحيوان الذي يدلي بالمعلومات التالية :
الحيوان كان في الحظيرة وقطع مقوده والتهم كيساً كاملاً من الخبز أو أن يقول بأن كيساً كاملاً من القمح أو الجلبان قد فقد فجأة من الحظيرة والحيوان منزوٍ في ركن الحظيرة على غير عادة متوقف عن الاجترار وخامل وشعر منطقة الظهر والغارب منتصب , هذا في الساعات الأولى من المرض إلا أنه مع تطور الحالة وتقدمها تظهر الأعراض المميزة التي ورد ذكرها سابقاً .
وقد تختلط حالة تخمة الكرش مع حالة الالتهاب الشبكي - البريتوني الجرحي , إلا أن استجواب صاحب الحيوان هان يختلف تماماً ويستدل على أن فترة المرض أطول ولا يوجد ما يدل على أن الحيوان تناول الحبوب أو الخبز أو الدقيق بكميات مفرطة , واختبارات الألم تكون إيجابية مع ارتفاع بسيط في درجة الحرارة بعكس التخمة التي تسبب انخفاض الحرارة إلى ما دون الحد الفيزيولوجي في الحالات المتقدمة ويجب تميز هذه الحالة عن التهاب الكبد والنفاخ الرغوي كل حسب أعراضه .
المعالجة :
يجب أن تكون المعالجة موجهة لتحقق الأهداف التالية :
1 - العمل على إفراغ الكرش من المحتويات الزائدة بما أمكن من السرعة .
2 - إعادة تنبيه وتنظيم حركات الكرش .
3 - تخليص العضوية من السموم الذاتية الناجمة عن سوء الهضم والاستقلاب .
4 - إعادة توازن السوائل والشوارد في الدم والأنسجة .
5 - معادلة الحموضة المفرطة لمحتويات الكرش ووصف مضادات الهيستامين .
ومن أجل إفراغ الكرش من المحتويات بوصف التدخل الجراحي وفتح الكرش ولا سيما عند وضع التشخيص المبكر أو لوصف المزلقات أو المسهلات الملحية مع مراعاة فترة الحمل عند الحيوان فيعطى زيت البارافين أو زيت الزيتون أو زيت القطن بمقدار 1كغ أو أكثر عن طريق الفم بالزجاجة أو باللي المعدي أو توصف سلفات الصوديوم أو سلفات المغنزيوم أو مزيج منهما بمقدار 400 -500 غ وتحل بالماء الفاتر ويضاف إليها 50 - 100 غ من بيكربونات الصوديوم وتعطى عن طريق الفم مرة واحدة ويجب أن يتبع ذلك بمساج قوي على الكرش من الخارج وتسيير الحيوان لمدة ربع ساعة عل ىالأقل وتكرر عملية المساج والتسيير كل 6 - 8 ساعات ولعدة مرات ويفضل عند اجراء المساج استعمال عطر التربفتين مع الزيت خارجاً كمادة محمرة تساعد على إعادة حركات الكرش أو رش الكرش بالماء البارد .
ومن أجل إعادة تنظيم حركات الكرش توصف منبهات الأعصاب نظيرة الودية بجرعات مناسبة إلا أنه قبل استخدام هذه الأدوية يجب التأكد من عدم وجود التهاب شبكي بريتوني جرحي لأن مثل هذه العلاجات سوف تزيد من تقلصات جدران الشبكية وبالتالي سوف تساعد على عملية النفوذ1 عبر الحجاب الحاجز أو غير ذلك ومن هذه العلاجات :
- الايزيرين :eserine ويدعى أيضاً فيزوستغمين physostigmine ويستعمل ملحه السالسيات ومن مستحضراته neostigmine, ويدعى أيضاً phostimine أو droserineبجرعات 0,05 - 0,02 غ حقناً تحت الجلد .
- الاركولين هيدروبروميد : arecoline hydrobromie
يعطى بجرعة مقدارها 0,06 - 0,03 غ حقناً تحت الجلد .
- بيلوكاربين هيدروكلوريد : pilocarpine hydrochloride .
يوصف بجرعة مقدارها 0,06 - 0,05 غ حقناً تحت الجلد .
- الكارباكول : carbacol يوصف بجرعة مقدارها 0,003 - 0,004 حقناً تحت الجلد .
- الفيراترين : veratrine أو صبغة الفيراتر tuncture veratri .
- الطرطر المقيئ : tartartus stiliatus
ويعطى محلولاً بنسبة 5% بمقدار 200 مل عن طريق الفم بعد تمديده بالماء ومن المنبهات اللطيفة لحركات الكرش النقاعة الكحولية للكمون واليانسون والشمرة حيث تسحن الهضم عموماً كما يوصف الكحول بمقدار وذلك بعد تمديده بالماء ويمكن الإستعاضة عنه بالنبيد بمقدار عن طريق الفم ويفضل أن يترافق إعطاء الكحول بمساج على جدار الكرش من الخارج .
ونظراً لتشكل المواد الهيستامينية الكثيرة في الدم فإنه من الضروري وصف مضادات الهيستامين ومنها TRIPELENNUMINE HYDROCHLORIDE وهو معروف باسم الفيني بنزامين DIPHENY LETRAMINE HYDROCHLORIDE (HCL) وهو معروف باسم بندريل يجب الأهتمام بإعطاء الأمصال المختلطة أو الملحية أو محلول رينجر لإعادة التوازن للماء والشوارد في الدم والأنسجة فتوصف حقناً بالوريد 2 - 3 ليتر لعدة أيام بغية تعديل التجفاف في العضوية ويفضل أن تشارك مع 100 - 200 مل من مركبات الكالسيوم .
ومن الطرق الجيدة للمعالجة طريقة زرع الكرش RUMEN INOCULATION وذلك بإعطاء الحيوان 3- 5 لتر من خلاصة الكرش من عجل سليم النبية فور ذبحه بالمسلخ لبناء فلورا الكرش التالفة كما توصف بعض الخلطات المحضرة ضمن عبوات خاصة تركيبها : العناصر النادرة وبيكربونات الصوديوم ومركبات الزرنيخ وخميرة البيرة بالإضافة إلى بريتونات الكالسيوم أو الصوديوم والجنزيل ( مثل URSOPRON - NEODIGISTOL - ROBRANIE ) وغيره كمنبه لنشاط الكرش : حيث يعطى هذه العبوات بمقدار 90 100 غ يومياً على 3 دفعات ووفقاً لظروف سير المرض فقد توصف المضادات الحيوية عند ارتفاع درجة الحرارة نظراً لاحتمال حدوث التهاب في الكرش أو في الأمعاء , وفي الحالات المترافقة بالمفص يعطى الحيوان جرعة من مضادات التشنج ومسكنات الألم وفي الحالات الشديدة يجب وصف منشطات الدوران الدموي ومنشطات الاستقلاب مثل الكافئين صوديوم بنزوات أو الكلورافين ومركبات الزرنيخ مثل الأريسيل والفيتامينات ,
ومن الأهمية بمكان العمل على إعادة تنظيم درجة الPH لمحتويات الكرش فإذا كانت قلوية التفاعل فيوصف حمض الخل بنسبة 5% أو حمض كلور الماء بمقدار 10 غ ممددة بالماء أما إذا كان التفاعل حامضياً فيوصف أحد المركبات التالية :
- هيدرولسيد المغنزيوم : MAGNESWM HYDROXID
100 - 300 غ مع الماء .
- بيكربونات الصوديوم : SODIUM BECARBONDTE
60 - 120 غ مع الماء .
- كربونات المغنزيوم : MAGNESIUM CARBONATE
10- 80 غ مع الماء .
- هيدروكسيد الألمنيوم : ALUMINIUM HYDROXIDE
15 -30غ مع الماء .
- كربونات الكالسيوم : CALICIUM CARLONATE
60-300 غ مع الماء .
وكما ذكر في البداية وعند التأكد الفوري من التهام الحيوان للكميات مفرطة من الحبوب والأعلاف الأخرى فإنه يجب ودون تردد اللجوء للعمل الجراحي وإفراغ الكرش فهو الطريق الأمثل أما عند تأخر التشخيص ووضوح الأعراض فتفضل المعالجة الدوائية التي تبقى نسبة نجاحها منخفضة في أكثر الحالات .
ACUTE IMPACTION OF THE RUMEN
ACUTE DELATATION OF THE RUMEN
ACUTE EARBOHYDRATE ENGORGEMENT OF RUMINANTS
المرادفات : تمدد الكرش الحاد - عسر الهضم الحاد - فرط تحمل الكرش
RUMEN ACIDOSIS - RUMEN OVER LOUD
التعريف :
تخمة الكرش : وهي الحالة التي يحدث فيها امتلاء للكرش بالمواد الغذائية الغنية بالمواد النشوية (كربوهيدرات) سهلة التخمر أو بالأعلاف الجافة والحبوب المطحونة أو غير المطحونة (قمح - شعير - خبز - برغل …) وتمدد جدرانه مما يؤدي في البداية إلى زيادة نشاط حركاته ثم لا يلبث هذا النشاط أن يتحول بعد فترة إلى جمود أو شلل وخاصة إذا كانت هذه الأعلاف فاسدة أو رديئة , يرافق ذلك اضطراب في عمليات التخمر والاستقلاب وحدوث حالة حادة حماض في الكرش نتيجة لزيادة حمض اللبن في كيموس الكرش وحدوث حالة تسمم الدم وتجفاف .
الأسباب :
تقسم الأسباب إلى مجموعتين :
1 - الأسباب المباشرة :
آ - التهام الحيوان لكميات كبيرة من الحبوب المطحونة أو غير المطحونة كالقمح أو الشعير أو البرغل أو الخبز وغيره بدون ضبط وبشكل سريع ومفاجئ وإن 60 - 80 غ /كغ من وزن البقرة الحي و20غ/كغ من وزن النعجة أو الماعز الحي بعد ومع هذا فإنه من الصعب تحديد كمية الحبوب التي تسبب المرض .
ب - تقديم الأعلاف الجافة والفقيرة بالعناصر الغذائية الضرورية وهي عادة تكون صعية الهضم وخاصة إذا كانت ذات صفات رديئة لأن الحيوان يبقى مضطرباً في مثل هذه الحالة لتناول أكبر كمية ممكنة من أجل تأمين حاجته من العناصر الضرورية .
ج - تقديم الأغذية المركزة والحبوب بكميات كبيرة لحيوانات لم تكن معتادة على ذلك من قبل بغية الإسراع في التسمين (10 كغ حبوب عند الأبقار التسمين , 15 - 20 كغ عند الأبقار الضعيفة ) .
ء - إطلاق الحيوان في حقول مزروعة بالذرة الصفراء التي مازالت في الإطرار الاولى من بلوغها وخاصة في فصل الجفاف وهذا النوع من الغذاء يكون ساماً بسبب احتوائه على نسبة عالية من الهيدروسينانيز بالإضافة إلى احتوائه على كميات كبيرة من الألياف عسرة الهضم .
ه - تقديم كميات كبيرة من الأغذية الفاسدة أو التي أصابتها بعض الفطور أو الخمائر التي تعرضت للصقيع مثل ورق الشمندر وقصب الذرة والأغذية الفاسدة وفضلات المطابخ ومخلفات الصناعات الغذائية - الخبز الجاف أو المبلل ولا سيما إذا كان متعفناً .
الأسباب المهيئة :
آ- تتمتع الأبقار بخاصية فيزيولوجية وهي التهام الأغذية وبلعها بشراهة وبسرعة دون مضغ وخاصة المفضلة لديها وهذا ما يكثر حدوثه في الحظائر والإسطبلات عندما يقطع الحيوان مقوده ويصبح العلف أمامه بصورة حمرة .
ب - كثيراً ما يلجأ المربون إلى إعطاء أكبر كمية ممكنة من الأعلاف وتحميل الكرش أكثر من طاقته بغية الإسراع في تسمين العجول أو زيادة إنتاج الحليب وعلى اعتبار أن الكرش غير مهيأ لمثل هذه الظروف الغذائية المفاجئة فإن المرض يحدث بسبب شلل عضلات الكرش واضطراب عمليات التخمير والتعطين وكثيراً ما تتكرر هذه الحالة قبل وزن الحيوانات المسمنة قبل المبيع بساعات قليلة .
ج - إطلاق سراح الحيوانات الجائعة من الحظيرة إلى الحقل وتركها بصورة حرة دون ضبط ولا سيما في الحقول الأخذة بالنمو ( قمح - شعير - ذرة …) والتي أصابها الندى أو الصقيع متحدث التخمة المرافقة للنفاخ الرغوي الحاد .
ء - إن للتحويل المفاجئ للحيوانات من نظام غذائي خشن إلى نظام أخر مكوناته من الحبوب وترك الحيوان يلتهم من الغذاء الجديد دون ضبط دور كبير في حدوث سوء الهضم الحاد بشكل عرضي بسبب عدم تعودها عليه وقد تبين أن الأبقار والأغنام المعتادة لا تصب بالحموضة .
الإمراضية :
عندما يتناول الحيوان كميات كبيرة دون تجديد من الحبوب المطحونة أو غير المطحونة أو الطحين أو الخبز والتي تعتبر غنية بالكربوهيدرات سهلة التخمر مه كمية قليلة جداً من الأعلاف المالئة أو الخضراء فإنه يحدث تغير نسبي بينها العناصر الغذائية في الكرش وخاصة بين الكربوهيدرات سهلة الهضم و البروتين المهضوم حيث تصبح الظروف الحياتية لميكروفلورا الكرش غير مناسبة فتتلف أعداد كبيرة منها وينخفض عدد النقاعيات ووحيدات الخلية وبكتريا مختلفة سلبية الغرام التي تعتبر مسؤولة عن تحليل السيليلوز والهيمسيليلوز في الوقت الذي يزداد فيه عدد البكتريا إيجابية الغرام وخاصة المكورات السبحية البقرية والعصيات الحليبية التي تحلل النشاء فينتج عن ذلك زيادة حادة في تركيز حمض اللبن تصل حتى 3 % وإن النظرة الحديثة لحدوث الأحماض هو زيادة التركيز المولي للبيوترات في محتويات الكرش وأنها هي المسببة لتوقف حركات الكرش حيث أنها تشكل 25 - 30 % من كمية الأحماض العضوية المتشكلة في الكرش وهذا ما يسبب انخفاضاً لدرجة ال (PH) للمحتويات حيث تصبح 4 - 4,5 أو أقل من ذلك .
وقد تم إحداث المرض تجريبياً بإعطاء الحيوان جرعات من الأحماض المعدنية أو جرعات كبيرة من الغليكوز عن طريق الفم مما يسبب ارتفاع الضغط الأوسموزي (الحلولي) للجزئيات الغذائية وحدوث تجفاف عام في العضوية بسبب سحب السوائل من الأوعية الدموية إلى محتويات الكرش فيزداد حجمها مما يؤدي إلى توتر جدران الكرش وزيادة تقلص عضلاته مع ظهور نوبات تشنجية تتمثل بآلام مفص متوسط إلا أن هذا النشاط في حركات الكرش سرعان ما تبدل بجمود وشلل بعد فترة قصيرة بسبب تنبه المستقبلات اللاقطة في الورقية بشكل منعكس عند امتلاء الكرش بالأعلاف الجافة أو الكربوهيدرات سهلة التخمر بالإضافة إلى هذه التغيرات الفيويولوجية في الهضم داخل الكرش التي من شأنها أن تثبط المركز الغذائي في التحت المهاد العصري مما يؤدي إلى قلة الشهية أو انعدامها وتوقف عمليات الاجترار وربما التجشؤ ايضاً بشكل جزئي فإن توقف المحتويات في الكرش لفترة زمنية طويلة بسبب الشلل يؤدي بالتالي إلى تطور حوادث التهابية في الغضاء المخاطي المبطن للكرش وأعراض تسمم دموي ذاتي بالهيستامين أو المركبات المشابهة له الذي يشكل 70 ميكروغرام/ل من سائل الكرش في الحالات المحيتية وهذا ما ينتهي باضطراب في الوظائف الحركية والإفرازية للأنفحة والأمعاء .
وعند محاولة إحداث المرض تجريبياً عند الأبقار تبين أن الأعراض المرضية لا تظهر ما دامت درجة الPH أعلى من أما عند انخفاضها عن هذا الحد فإن الأعراض تبدأ بالظهور وقد تميز الشكل التجريبي للمرض بعدم ظهور أعراض التهاب الصفائح الحساسة .
بعد المرض أشد خطورة عند الأغنام وأن نسبة النفوق بين الحيوانات المصابة تكون عالية بسبب التجفاف والنشاط الزائد في انتاج الهيستامين وامتصاص حمض اللبن إلى الدم وحدوث التسمم المرافق لأعراض التهاب الصفائح الحساسة زتزداد خطورة الإصابة إذا تناول الحيوان كميات كبيرة من الماء بعد تناوله الحبوب .
* ومن المضاعفات التي يمكن أن تحدث : الالتهاب الغنفريني والتنكرز لجدران الكرش أو انتشار الالتهاب الجرثومي أو الفطري إلى الكبد وإصابته بالالتهاب التقيحي وحدوث خراجات انتقالية فيه وتنتهي الحالة بالنفوق نتيجة للتسمم الدموي أو التسمم الداخلي أو التجفاف العام .
الأعراض الإكلينيكية :
تظهر الأعراض المرضية على الحيوان فوراً أو بعد عدة ساعات قليلة من تأثير العامل المسبب وتقدر وسطياً حوالي
ساعة وفقاً لطبيعة العلف وكميته المتناولة ويكون وضوح الأعراض سريعاً وخطراً عند تناول الأغذية من الحقول مباشرة (قمح - ذرة خضراء …) أو شرب الماء بكميات كبيرة في الحالات الناجمة عن تناول كميات زائدة من الحبوب والنشويات سهلة التخمر فيتأخر ظهور الأعراض لفترة تحتاجها عمليات التخمر .
تبدأ الأعراض لظهور علائم الركود والخمول على الحيوان حيث يقف منزوياً على نفسه في إحدى زوايا الحظيرة وتبدو عليه علائم الخوف والقلق , لينقطع عن تناول الأغذية ثم تتوقف عمليات الاجترار ويسمع صوت صرير الأسنان , ويتبعه علامات مغص واضحة بسبب تمدد جدران الكرش فيضرب بطنه بقوائمه الخلفية ويبدو مضطرباً مع سماع صوت أنين ويحرك ذيله باتجاهات مختلفة , وتبقى الحرارة ضمن الحدود الفيزيولوجية يزداد عدد حركات التنفس مع وهن وتعب عام وعدم الرغبة في الحركة نتيجة لزيادة درجة حموضة محتويات الكرش , النبض سريع وضعيف , وتلاحظ حركات مضغ من الفراغ مصحوبة بتجشؤ حامضي كريه الرائحة , يشاهد احتقان في الأغشية المخاطية المرئية .
* وعند فحص الكرش يكشف الجس عن ضعف حركات أو انعدامها كما يمكن أيضاً الشعور بقوام المحتويات العجيني أو الصلب وتمتد هذه الصلابة حتى القسم العلوي من الكرش وإن أثر الجس بقبضة اليد لا يزول إلا تدريجياً , الضغط على الخاصرة اليسرى يحدث ألماً , القرع على المنطقة يسمع صوتاً أصماً وقد يكون الصوت أصماً طبلياً قليلاً نتيجة لتجمع قليل من الغازات بالإضغاء يستدل على وجود خشخشة غازية دون صوت التدحرج الطبيعي الناجم عن تقلصات عضلات الكرش التي تسمع
4 - 5 حركات كل دقيقتين , أما بالنظر فيشاهد البطن وهو ممتلئ ومستدير ةالقسم السفلي فيه متهدل تحت تأثير ضغط الأغذية بينما يبدو الجزء العلوي منتفخاً ويزداد هذا الإنتفاخ تدريجياً حسب قابلية الأغذية الملتهمة للتخمر , أما في حال عدم وجود الغازات فتكون حفرة الجوع اليسرى غائرة إلى الداخل .
وفي بداية التخمة تتباطأ عمليات التبرز أو تنعدم بسبب الإمساك الذي لا يلبث أن يتحول إلى إسهال مخاطي ذي رائحة كريهة ثم يرتد الحيوان على الأرض ويصدر صوت أنين فاقداً لحالته العامة , العينان غائرتان وجامدتان عن الحركة , تبرد الأذنين ونهايات القوائم والمخطم وداخل الفم بسبب التجفاف الشديد الذي يبلغ من 4 - 6 % حتى 10 - 12 % من وزن الحيوان وتنخفض درجة الحرارة إلى مادون الطبيعة حتى 36,5 ضربات القلب 120 - 140 ضربة /د .
· ومن الأعراض الوظيفية التي يمكن مشاهدتها على الحيوان المريض : ضيق التنفس - صعوبة في السير أو مشية غير متناسقة وقد يشاهد العرج بسبب التهاب الصفائح الحساسة بسبب توضع المركباتالهستامينية في النسيج المخملي للأطلاف وإحداث الإرتشاح الثانوي نتيجة لإثبات بعض الجراثيم إليها.
· أما الدراسات الدموية فقد أظهرت ارتفاعاً في تركيز الدم أي تزداد الكريات الحمراء بسبب نقص حجم البلازما من جهة وتحرر عدد كبير من هذه الكريات المخزونة من الطحال مما يؤدي إلى حدوث تجفاف في النسج وهذه التغيرات تسبب ارتفاعاً في نسبة الهيماتوكريت بشكل ملحوظ من (27 - 33%) حتى تصبح (50 - 60%) .
الصفة التشريحية :
يظهر الكرش متمدداً وممتلئاً بكميات زائدة من الأغذية مما يسبب الضغط على الحجاب الحاجز وانبساطه إلى الأمام وكذلك فإن الورقية تكتسب قواماً قاسياً , وعند فتح الكرش تتصاعد رائحة حامضية كريهة وتظهر مخاطيته وهي محتقنة وعليها بعض النقاط النزفية أو بعض التسلحات ويشاهد على الأحشاء علامات تدل على ضيق التنفس والاختناق ويمتد الاحتقان إلى الأمعاء , أما الكبد والريئتان فيظهران وهما ممتلئان بالدم , ونتيجة للتجفاف العام فيظهر الدم بقوام سميك ولزج ولونه مائل للأسود .
سير المرض والإنذار :
يتطور المرض إكلينيكياً بشكل سريع وحاد في أكثر الحالات ولا سيما عند الأغنام وقد تبين على ضوء المشاهدات الحقلية أن الحالات التي يمكن أن تتماثل للشفاء تلقائياً خلال فترة 1 - 2 يوماً أو أكثر حتى يمكن لهذه الفترة أن تمتد حتى 6 - 8 أيام أما الحالات الثقيلة فالشفاء يبقى صعباً ومرتبطاً بنوعية وكمية الغذاء الذي التهمه الحيوان وكمية الماء التي شربها وتكون نسبة النفوق بين الحيوانات المصابة عالية إذ تبلغ 60 - 75 % تقريباً والشفاء يحدث عند تطبيق الأساليب الصحيحة سريعاً في المعالجة حيث تنخفض نسبة النفوق حتى 30 - 40 % وأثناء تطبيق المعالجة تظهر عل ىالحيوان بعض العلامات الجيدة التي تشير إلى إمكانية الحيوان بالتحول نحو الشفاء مثل التفات الحيوان نحو الأكل (الغذاء) وعودة الشهية بالتدريج , عودة نشاط حركات الكرش واستئناف عملية الاجترار , ملاحظة التجشؤ المتكرر , طرح الروث بكميات كبيرة ويكون الروث مائي القوام وغامق اللون وذا رائحة كريهة .
أما في الحالات الحادة المستعصية فينعدم طرح الروث ويبقى الكرش عجيني القوام وخامل الحركة وتبدأ علامات التجفاف العام والإنهاك والإنهيار تظهر على الحيوان فيرقد على الأرض ثم ينفق التجفاف العام والقصور القلبي أو بسبب التسمم الذاتي أو بسبب التهاب الأمعاء الحاد المترافق بالنفاخ وقد يحدث الإجهاض في بعض الحالات أو تحدث مضاعفات أخرى مثل التهاب الأظلاف أو التهاب الضريح أو تناذر التهاب الكرش والكبد الصديدي المعقد .
يحدث النفوق إثر تناول الحبوب العلفية أو الأعلاف المركزة أو الخبز بساعات قليلة ويتأخر النفوق حتى 1 - 2 يوم فيما إذا كانت الأعلاف المتناولة هي أعلاف جافة (مالئة) وقليلة القيمة الغذائية , وتبلغ نسبة النفوق في الحالات المتوسطة 50% .
التشخيص :
إن أهم ما يوصل بالقائم على فحص الحيوان إلى التشخيص الصحيح هي المعلومات المستقاة من صاحب الحيوان الذي يدلي بالمعلومات التالية :
الحيوان كان في الحظيرة وقطع مقوده والتهم كيساً كاملاً من الخبز أو أن يقول بأن كيساً كاملاً من القمح أو الجلبان قد فقد فجأة من الحظيرة والحيوان منزوٍ في ركن الحظيرة على غير عادة متوقف عن الاجترار وخامل وشعر منطقة الظهر والغارب منتصب , هذا في الساعات الأولى من المرض إلا أنه مع تطور الحالة وتقدمها تظهر الأعراض المميزة التي ورد ذكرها سابقاً .
وقد تختلط حالة تخمة الكرش مع حالة الالتهاب الشبكي - البريتوني الجرحي , إلا أن استجواب صاحب الحيوان هان يختلف تماماً ويستدل على أن فترة المرض أطول ولا يوجد ما يدل على أن الحيوان تناول الحبوب أو الخبز أو الدقيق بكميات مفرطة , واختبارات الألم تكون إيجابية مع ارتفاع بسيط في درجة الحرارة بعكس التخمة التي تسبب انخفاض الحرارة إلى ما دون الحد الفيزيولوجي في الحالات المتقدمة ويجب تميز هذه الحالة عن التهاب الكبد والنفاخ الرغوي كل حسب أعراضه .
المعالجة :
يجب أن تكون المعالجة موجهة لتحقق الأهداف التالية :
1 - العمل على إفراغ الكرش من المحتويات الزائدة بما أمكن من السرعة .
2 - إعادة تنبيه وتنظيم حركات الكرش .
3 - تخليص العضوية من السموم الذاتية الناجمة عن سوء الهضم والاستقلاب .
4 - إعادة توازن السوائل والشوارد في الدم والأنسجة .
5 - معادلة الحموضة المفرطة لمحتويات الكرش ووصف مضادات الهيستامين .
ومن أجل إفراغ الكرش من المحتويات بوصف التدخل الجراحي وفتح الكرش ولا سيما عند وضع التشخيص المبكر أو لوصف المزلقات أو المسهلات الملحية مع مراعاة فترة الحمل عند الحيوان فيعطى زيت البارافين أو زيت الزيتون أو زيت القطن بمقدار 1كغ أو أكثر عن طريق الفم بالزجاجة أو باللي المعدي أو توصف سلفات الصوديوم أو سلفات المغنزيوم أو مزيج منهما بمقدار 400 -500 غ وتحل بالماء الفاتر ويضاف إليها 50 - 100 غ من بيكربونات الصوديوم وتعطى عن طريق الفم مرة واحدة ويجب أن يتبع ذلك بمساج قوي على الكرش من الخارج وتسيير الحيوان لمدة ربع ساعة عل ىالأقل وتكرر عملية المساج والتسيير كل 6 - 8 ساعات ولعدة مرات ويفضل عند اجراء المساج استعمال عطر التربفتين مع الزيت خارجاً كمادة محمرة تساعد على إعادة حركات الكرش أو رش الكرش بالماء البارد .
ومن أجل إعادة تنظيم حركات الكرش توصف منبهات الأعصاب نظيرة الودية بجرعات مناسبة إلا أنه قبل استخدام هذه الأدوية يجب التأكد من عدم وجود التهاب شبكي بريتوني جرحي لأن مثل هذه العلاجات سوف تزيد من تقلصات جدران الشبكية وبالتالي سوف تساعد على عملية النفوذ1 عبر الحجاب الحاجز أو غير ذلك ومن هذه العلاجات :
- الايزيرين :eserine ويدعى أيضاً فيزوستغمين physostigmine ويستعمل ملحه السالسيات ومن مستحضراته neostigmine, ويدعى أيضاً phostimine أو droserineبجرعات 0,05 - 0,02 غ حقناً تحت الجلد .
- الاركولين هيدروبروميد : arecoline hydrobromie
يعطى بجرعة مقدارها 0,06 - 0,03 غ حقناً تحت الجلد .
- بيلوكاربين هيدروكلوريد : pilocarpine hydrochloride .
يوصف بجرعة مقدارها 0,06 - 0,05 غ حقناً تحت الجلد .
- الكارباكول : carbacol يوصف بجرعة مقدارها 0,003 - 0,004 حقناً تحت الجلد .
- الفيراترين : veratrine أو صبغة الفيراتر tuncture veratri .
- الطرطر المقيئ : tartartus stiliatus
ويعطى محلولاً بنسبة 5% بمقدار 200 مل عن طريق الفم بعد تمديده بالماء ومن المنبهات اللطيفة لحركات الكرش النقاعة الكحولية للكمون واليانسون والشمرة حيث تسحن الهضم عموماً كما يوصف الكحول بمقدار وذلك بعد تمديده بالماء ويمكن الإستعاضة عنه بالنبيد بمقدار عن طريق الفم ويفضل أن يترافق إعطاء الكحول بمساج على جدار الكرش من الخارج .
ونظراً لتشكل المواد الهيستامينية الكثيرة في الدم فإنه من الضروري وصف مضادات الهيستامين ومنها TRIPELENNUMINE HYDROCHLORIDE وهو معروف باسم الفيني بنزامين DIPHENY LETRAMINE HYDROCHLORIDE (HCL) وهو معروف باسم بندريل يجب الأهتمام بإعطاء الأمصال المختلطة أو الملحية أو محلول رينجر لإعادة التوازن للماء والشوارد في الدم والأنسجة فتوصف حقناً بالوريد 2 - 3 ليتر لعدة أيام بغية تعديل التجفاف في العضوية ويفضل أن تشارك مع 100 - 200 مل من مركبات الكالسيوم .
ومن الطرق الجيدة للمعالجة طريقة زرع الكرش RUMEN INOCULATION وذلك بإعطاء الحيوان 3- 5 لتر من خلاصة الكرش من عجل سليم النبية فور ذبحه بالمسلخ لبناء فلورا الكرش التالفة كما توصف بعض الخلطات المحضرة ضمن عبوات خاصة تركيبها : العناصر النادرة وبيكربونات الصوديوم ومركبات الزرنيخ وخميرة البيرة بالإضافة إلى بريتونات الكالسيوم أو الصوديوم والجنزيل ( مثل URSOPRON - NEODIGISTOL - ROBRANIE ) وغيره كمنبه لنشاط الكرش : حيث يعطى هذه العبوات بمقدار 90 100 غ يومياً على 3 دفعات ووفقاً لظروف سير المرض فقد توصف المضادات الحيوية عند ارتفاع درجة الحرارة نظراً لاحتمال حدوث التهاب في الكرش أو في الأمعاء , وفي الحالات المترافقة بالمفص يعطى الحيوان جرعة من مضادات التشنج ومسكنات الألم وفي الحالات الشديدة يجب وصف منشطات الدوران الدموي ومنشطات الاستقلاب مثل الكافئين صوديوم بنزوات أو الكلورافين ومركبات الزرنيخ مثل الأريسيل والفيتامينات ,
ومن الأهمية بمكان العمل على إعادة تنظيم درجة الPH لمحتويات الكرش فإذا كانت قلوية التفاعل فيوصف حمض الخل بنسبة 5% أو حمض كلور الماء بمقدار 10 غ ممددة بالماء أما إذا كان التفاعل حامضياً فيوصف أحد المركبات التالية :
- هيدرولسيد المغنزيوم : MAGNESWM HYDROXID
100 - 300 غ مع الماء .
- بيكربونات الصوديوم : SODIUM BECARBONDTE
60 - 120 غ مع الماء .
- كربونات المغنزيوم : MAGNESIUM CARBONATE
10- 80 غ مع الماء .
- هيدروكسيد الألمنيوم : ALUMINIUM HYDROXIDE
15 -30غ مع الماء .
- كربونات الكالسيوم : CALICIUM CARLONATE
60-300 غ مع الماء .
وكما ذكر في البداية وعند التأكد الفوري من التهام الحيوان للكميات مفرطة من الحبوب والأعلاف الأخرى فإنه يجب ودون تردد اللجوء للعمل الجراحي وإفراغ الكرش فهو الطريق الأمثل أما عند تأخر التشخيص ووضوح الأعراض فتفضل المعالجة الدوائية التي تبقى نسبة نجاحها منخفضة في أكثر الحالات .